الأجيال الرقمية والحاجة إلى مزيد من البحوث الإعلامية البينية

تواجه الدراسات والبحوث الإعلامية تحديات عديدة جديرة بالاهتمام من جانب الخطط البحثية لكليات الإعلام والباحثين في هذا المجال، ومن بينها القضايا الخاصة بفهم المتغيرات المؤثرة على جمهور وسائل الإعلام ووسائطه والذين يُطلق عليهم أيضًا مستخدمي هذه الوسائل وخاصة في العصر الرقمي، وما يتصل به من طرح لمفهوم الأجيال الرقمية والإنسان الرقمي.
وهذه المؤشرات تؤكد أننا بحاجة لأن تعطي كليات الإعلام في مصر في خططها البحثية مزيدًا من الاهتمام بدراسة الخصائص الاجتماعية والنفسية للأجيال الرقمية، وعلاقتها بوسائل الإعلام التقليدية والرقمية ومن بينها وسائل التواصل الاجتماعي، وخصائص كل جيل منها، حتى لا نظل معتمدين فقط على ما انتهت إليه البحوث الأجنبية، أو الدراسات الجزئية التي يقوم بها باحثون أفراد في كليات الإعلام في رسائلهم للماجستير والدكتوراه أو في بحوث الترقية.
نحن في حاجة إلى بحوث بينية جماعية بالتعاون مع تخصصات أخرى مثل علم النفس وعلم الاجتماع لصلتها الوثيقة بهذا الموضوع، حتى يمكننا أن نفهم الجمهور أو المستخدمين ونتعامل معهم بأسلوب علمي مدروس.
كما أنه من المهم أيضا الاهتمام بالدراسات المستقبلية التي تعطينا معلومات عن المتوقع على الأقل على المدى القصير والمتوسط، لا سيما ونحن تشهد كل يوم تطورات سريعة ومتلاحقة في استخدامات تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في العالم، وفي الإعلام.
ومن المهم أيضا الاهتمام بالدراسات التطورية التتبعية للمقارنة وتحديد أوجه الاختلاف والتطور. وأدعو أيضًا إلى الاهتمام بالبحوث التجريبية وشبه التجريبية، في إطار رؤية محددة لما نريد أن نصل إليه من بيانات علمية في هذا المجال.