توظيف الصُّحف الخليجية لتَقنِيَات الواقع المعزَّز (رموز الاستجابة السريعة وعلامة الصورة): دراسةٌ تحليليةٌ على صحيفتَي «الجزيرة» و«الأيام»

المؤلف

قسم الإعلام، جامعة الملك سعود، المملكة العربية السعودية

10.21608/jkom.2024.360785

المستخلص

تبحث هذه الدراسة في توظيف صحيفة «الجزيرة» السعودية، وصحيفة «الأيَّام» البحرينيَّة لتقنِيَات الواقع المعزَّز (رموز الاستجابة السريعة QR Codes، وعلامة الصورة Marker Image) في موادِّها المنشورة (المواد التحريرية، والإعلانية، والصور والرسوم)؛ إذ إنَّها تسعى لرصْد آليَّات التوظيف لصحيفتَي «الجزيرة» السعودية، و«الأيام» البحرينية، واللَّتان تُعَدَّان من أوائل الصُّحُف التي استخدَمتِ الواقع المعزَّز في الخليج مع موادِّها المنشورة.
وفي ضَوء ذلك؛ فإنَّها تسعى لرصْد حجم الموادِّ المنشُورة التي تمَّ استخدامُ تَقنِيَّات الواقع المعزَّز معها، ومعرفة نوع تَقنيَّات الواقع المعزَّز التي تُركِّز الصُّحف الخليجية على توظِيفها، إلى جانب معرفة طبيعة الموادِّ التي وُظِّفتْ فيها التَّقنِيَة، ونوع التَّقَنيَّة التي تمَّ استخدامُها معها، إلى جانب الكَشف عن نوْع الأشكَال الصحفيَّة التي تمَّ استعمال الواقع المعزَّز معها، ونوع التَّقنِيَة التي وُظِّفَتْ مع تلك الأشكَال.
ولتحقيقِ تلك الأهداف، فإنَّ الدِّراسة الحاليَّة استخدمت المنهج المسْحِي، وأداة تحليل المضمون؛ حيثُ تم تطبيق الدراسة التحليلية بالتطبيق على (88) عددًا صحفيًّا، ويبدأ الإطارُ الزمنيُّ للدِّراسة من (17/ 3/ 2013)  وحتى  (24/ 2/ 2014)، ولمدة (12) شهرًا.
وخَلَصَت الدراسة التحليلية إلى أنَّ حجم الموادِّ التي تمَّ إثراؤها بتقنيات الواقع المعزَّز في الصحف الخليجيَّة، بلغ عددُها بشكلٍ إجماليٍّ (1795) مادَّةً مُعزَّزةً؛ حيث إنَّ صحيفة «الأيام» حصَلَتْ على نسبةٍ أعلى من إجمالي العيِّنة بنسبة (59,7 %)، بينما حصَلَتْ صحيفة «الجزيرة» على نسبةٍ أقلَّ، تبلغ (40,3 %). كما تبيِّنُ نتائج الدراسة أنَّ الصُّحف الخليجية تستفيد من توظيف تقنيات الواقع المعزَّز؛ حيثُ إنها تستخدم (علامة الصورة  Marker Image، ورموز الاستجابة السريعةQR Codes )،  كما تُوظِّف كلا التقْنيتَين في آنٍ، كما تتفق الصُّحف الخليجية في تراتبية توظيفِها لهذه التقنيات؛ حيث إنَّ معظم الموادِّ المعزَّزة كانت تستفيد من توظيف تقنيةِ علامة الصورة  Marker Image بالدرجة الأولى؛ حيثُ يبلغ نسبة الاستفادة منها (55.8%)، في الوقت الذي تقلُّ نسبة استفادتِها من الجمع بين كلا التقنيتَين في آنٍ؛ حيثُ بلغ نسبتُها (9.3%)، ومع ذلك فإنَّ صحيفة «الأيَّام» تستفيد من تقنيات الواقع المعزَّز عمومًا إلى جانب أنها تستخدم كلا التقنيتَين في آنٍ بصورةٍ أكبر، في الوقت الذي يَندُر أنْ تُوظِّف صحيفة «الجزيرة» كلا التقنيتَين مجتمعتَين؛ حيثُ لم تتجاوز نسبة توظيفهما لها (1%). ويتَّضح من نتائج الدراسة أنَّ الصُّحف الخليجية تُوظِّف تقنيات الواقع المعزَّز مع (المواد التحريرية، والإعلانية، والصور والرسوم)، وإن كان اهتمامُها يتركَّز على إثراء الموادِّ التحريرية؛ حيثُ إنَّ نسبة تعزيزها بلغت (75%)، كما تختلف تراتبية الاهتمام في توظيف التقنية مع (المواد الإعلانية، والصور الإخبارية والرسوم)؛ حيث تهتمُّ صحيفة «الجزيرة» بالموادِّ الإعلانية، في حين تهتمُّ صحيفة «الأيام» بالصور الإخباريَّة أكثر. وقد أشارت نتائج الدراسة الى أنَّ الموادَّ المنشورة (التحريرية، والإعلانية، والصور الإخبارية والرسوم) استفادت من تقنيات الواقع المعزَّز عمومًا؛ في الوقت الذي يتبيَّن أنَّ كلَّ مادَّةٍ من الموادِّ المنشورة تميل إلى الاستفادة من نوعٍ واحدٍ من التقنيات بشكلٍ أكبر.وتبين من نتائج هذه الدراسة أنَّ الصُّحف الخليجية تُعزِّز الأشكال الصحفية المختلفة (الأخبار، والتقارير والتحقيقات، والمقالات الصحفية، والأحاديث الصحفية)، ويظهر أنَّ كلَّ نوعٍ منها ينسجم مع تقنيةٍ محدَّدةٍ؛ حيثُ إنَّ الخبر الصحفي، ثم التقرير والتحقيق الصحفي، ثم الحديث الصحفي، كل ذلك يستفيد من تقنية علامة الصورةMarker Image ، بينما يعزِّز المقال الصحفي بشكلٍ كبيرٍ بتقنية رمز الاستجابة السريعة QR Codes. وفي الوقت ذاتِه، فإنَّ التركيز الأكبر لإثراء الأشكال الصحفيَّة كان أكبر مع شكل الخبر الصحفي، والتقرير والتحقيق الصحفي؛ حيثُ إنَّ نسبتَها مجتمعةً تصِلُ إلى (79.5%). ويظهر من نتائج الدراسة أنَّ الأشكال الصحفية المختلفة استفادت من توظيف تقنِيَات الواقع المعزَّز المستخدَمة في الصُّحُف الخليجية؛ كما يظهر أنَّ كلَّ شكلٍ من الأشكال الصحفية يستفيد من توظيف نوعٍ محدَّدٍ من تقنِيَات الواقع المعزَّز، وإن كانت تقنِيَتَا (علامة الصورة، ورمز الاستجابة السريعة) لديهما القابلية في أنْ يُوظَّفَا مع كافَّة الأشكال الصحفية (الخبر، والتقرير والتحقيق الصحفي، والحديث، والمقال الصحفي)، ومع ذلك تتباين درجة تلك الاستفادة أو التوظيف تبعًا للشَّكل الصحفي.

الكلمات الرئيسية