دور الإعلام في مواجهة خطاب الكراهية وبناء مجتمع التسامح "إرشادات للقائمين بالاتصال والرسالة الإعلامية والهيئات المنظمة للعمل الإعلامي مع مقترح مقرر دراسي للطلاب"

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلفون

المستخلص

يُعد موضوع مواجهة خطاب الكراهية واحدًا من الموضوعات الرئيسة والقضايا الأساسية التي برزت في الإعلام العربي في الآونة الأخيرة، فقد أصبح حاضرًا بشكل يومي في بعض المواد الإعلامية، المكتوبة والمسموعة والمرئية، والمواد المتداولة على شبكات التواصل الاجتماعي، وشكل هذا الأمر خرقًا واضحًا لمواثيق الشرف الإعلامية (سكاي لاين الدولية، 2019، ص 4).
حيث تجمع الكثير من الدراسات الاجتماعية والإعلامية على أن موضوع العنف وخطابات الكراهية والتحريض من الموضوعات بالغة الحساسية، وهو أمر مطروح ومتداول في مختلف بلدان العالم، ولا يكاد يخلو منه أي بلد أو مجتمع معاصر، لكنه يتفاوت من مكان لآخر ومن بلد لآخر، وأن الكراهية كسلوك هو أحد مظاهر السلوك الشخصي لبعض الأفراد في معظم المجتمعات (عمران، 2019، ص 198). 
ويُلاحظ المتابع المدقق للكثير من فعاليات المجال العام كيف أن الاختلاف، قد أصبح في بعض الأحيان سببًا من أسباب الخلاف وإفساد العلاقة بين مكونات المجتمع الواحد، كما أصبح سببًا لممارسة العنف اللفظي، وإعمال الإهانة والإساءة وممارسة حالة من الاستعلاء والتعالي والتحريض ضد الآخر المختلف، ومن ثم تبادل الاتهامات وتنامي حالة التعصب والتطرف، وبالإجمال تصدير خطاب الكراهية (Hate speech) الذي يمارس التمييز وينكر حق الاختلاف ويرفض الآخر، ويعمل على نفيه واستبعاده.
إن بعض أشكال الكراهية والحض على استخدامها في الإعلام، يرتبط بخصائص المجتمع، ثم بالظروف والأزمات والحروب والتناحر، ما يُشكل مناخًا خصبًا للتعاطي مع ذلك الخطاب، خاصة مع وجود جهات مستفيدة من تلك الصراعات التي يفرزها هذا الخطاب (عمران، 2019، ص 198). 
وإذا كان الخطاب الإعلامي يُمثل محورًا مهمًا في بناء المجتمعات وتشكيل الرأي والقناعات لدى الجمهور، باعتباره أداة تدفع الجمهور نحو تبني فكرة تقدمها الجهة القائمة بالاتصال (منظمة سكاي لاين الدولية. 2019. ص 4)، فقد كان من المهم تناول دور الإعلام في بناء ثقافة التسامح ومواجهة خطاب الكراهية، ومن هنا يتناول هذا البحث سمات ومظاهر خطاب الكراهية، والبحث في أسبابه وجذوره، ومن جانب آخر سمات وخصائص خطاب التسامح، ويركز البحث في الجانب الأكبر منه على الآليات الخاصة بدور الإعلاميين في دعم وترسيخ ثقافة التسامح في المجتمع المصري.
 كما يقدم البحث تصورًا أوليًا لمقرر دراسي، يدعم خطاب التسامح ويواجه خطاب الكراهية، يدرسه طلاب الصحافة والإعلام في كليات ومعاهد وأقسام الإعلام بالجامعات المصرية، من أجل ممارسة صحفية وإعلامية أفضل حالًا، تُساهم بدورها في عملية التنمية المُستدامة وبناء وعي الإنسان المصري.  

الكلمات الرئيسية