السلوک الرقمي الجمعي للأکاديميين المصريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي حرکة "علماء مصر غاضبون" نموذجًا

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

د.الأميرة سماح فرج عبدالفتاح الأستاذ المساعد بکلية الإعلام، جامعة القاهرة، والقائم بعمل عميد کلية الإعلام، جامعة سيناء

المستخلص

أدى التأثير المتزايد للاتصالات الرقمية، بما في ذلک مواقع التواصل الاجتماعي، إلى تباري التفسيرات حول دور هذه الوسائط في الحياة الديمقراطية للمجتمعات؛ فبينما أثار هابرماس -على سبيل المثال- أطروحات ذات صلة بدور هذه الوسائط في "تفکک المجال العام"، وتحوله إلى مجموعات متشرذمة من النقاشات، التي تتسم بالانغلاق على بعضها البعض کالفقاعات، بهدف فلترة الأفکار لصالح مجموعة ما، أو نطاق قبلي ما، رأى آخرون أن التواصل الرقمي يدعم المبادىء الديمقراطية. وعلى وجه التحديد، تعمل هذه الوسائط على توفير مساحة لوسائط إعلام مُخطط لها؛ حيث يمکن للمثقفين من مختلف الانتماءات والمعارف أن يدللوا على آرائهم أمام جمهور واسع من القراء والمتابعين، کما يمکن للأشخاص ذوي الخلفيات والآراء المحددة تطوير ما يمکن تسميته ب" الخط العام"Thread، أو"التتابع الفکري" لقضية أو موضوع، أو أيدولوجيا ما.
ويبرُز التنوع في تصنيف الأدوار التي تؤديها مواقع التواصل الاجتماعي بوضوح، عندما يتعلق الأمر بدورها في المجتمع الجامعي تحديدًا؛ حيث يتزايد استخدام الباحثين والأکاديميين لهذه المنصات للأغراض الشخصية والمهنية، إلى الحد الذي دفع بالجامعات اليوم إلى القيام ببعض أدوارها عبر هذه الوسائط، بحيث لا يقتصر الأمر على التدريس في الفصول والمجالات المتخصصة فقط، ولکن بالانفتاح کذلک على جمهور أوسع، ونطاقات مجتمعية أعم، الأمر الذي أدى بدوره إلى إعادة  تعريف مهمة الجامعة ذاتها من خلال تقييم مستوى ارتباطها بالمجتمع المحيط، ومدى قدرتها على خلق شبکة من الإتصالات الواسعة، والمتشعبة، التي تتصل بها من جهة، وتتصل ببعضها البعض من جهة ثانية.
وتسعى الدراسة الحالية لفهم الدور الذي تلعبه المشاعر السلبية، مشاعر الغضب على وجه التحديد، في المناقشات عبر مواقع التواصل الاجتماعي حول العمل الأکاديمي، والتي تظهر باستمرار في حال تدهور ظروف العمل الأکاديمي في بعض القطاعات، وقدرة الأکاديميين على نقل هذه الملابسات عبر"اتحادات إفتراضية"، تتيحها مواقع التواصل الاجتماعي بهدف النقد والتواصل والتنظيم.
وتقوم الدراسة الحالية على عدة افتراضات أهمها أن التعبير عن الغضب وسلوک الاحتجاج الأکاديمي رقميًا قد يمارس دورًا مثمرًا فى رفع الوعي بقضايا العمل الأکاديمي، فضلًا عن العمل کوسيلة للتنظيم عبر التسلسلات الهرمية الأکاديمية خارج نطاق الجامعة الرسمي. وتفترض الدراسة کذلک أن التعبير عن المشاعر السلبية، وسلوک الاحتجاج الأکاديمي رقميًا قد يدعم عملية إنتاج الشبکات الجديدة للعلاقات الشخصية والمهنية على المستوى الأکاديمي، کشکل من أشکال تحديد الهوية لمن هم داخل/خارج المجموعة. وفي المقابل، تطرح الدراسة العديد من التساؤلات بشأن التداعيات الجوهرية "للغضب رقميًا" على الصعيدين الشخصي والمؤسسي بما يسهم في إعادة تشکيل الهوية الأکاديمية الفردية، والسمعة الأکاديمية الجمعية للأکاديمين المصريين بوجه عام.

الكلمات الرئيسية