دور صفحات مقاومة الشائعات على مواقع التواصل الاجتماعي في تصحيح الشائعات المنشورة لدى الرأي العام في ضوء مفهوم (حروب الجيل الخامس).. دراسة تحليلية وميدانية

تسعى الدراسة إلى التعرُّف على الدور الذي تقوم به الصفحات الرسمية وغير الرسمية في مقاومة الشَّائِعات، بالإضافة إلى رصد دوافع وتأثيرات اعتماد الجمهور المصري على تلک الصفحات في مقاومة الشَّائِعة.

وقد خرجت الباحثة بعدد من الملاحظات حول صفحات الدراسة الأربعة من أهمها ما يلي:
- تراجع دور کل من صفحة « مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» و«صفحة مجلس الوزراء» بشکل کبير في مجال دحض الشَّائِعة في مقابل تفوق الصفحات غير الرسمية في مجال مقاومة الشَّائِعات، حيث إن صفحة «مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» تکتفي فقط بنشر أجزاء مقتضبة للغاية من بيانات الوزارات المختلفة التي صدرت بحقها الشَّائِعة، وکتابة نفي أو أنه أمر غير صحيح، مع عدم تفنيد الشَّائِعات أو دحضها بشکل مفصَّل، وربما يرجع ذلک إلى الطابع الرسمي للصفحة، والذي غلب على تناولها للموضوعات محل الشَّائِعة، حيث رکزت تلک الصفحات على الشَّائِعات التي طالت الوزارات والأجهزة والهيئات الحکومية، ولذلک لم تعرض .
- يمکن القول أيضًا إن تراجع دور صفحة «مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» يمکن أن يظهر من خلال الدور الذي تلعبه الصفحات غير الرسمية، فعلى سبيل المثال في حين نشرت صفحة «متصدقش» صورًا تؤکد أن ما قيل عن توزيع کراتين هو نوع من أنواع الرشاوى الانتخابية في الاستفتاء على الدستور -والذي جرى في أبريل 2019- غير صحيح، وأن الصور المنتشرة صور قديمة ترجع إلى عام 2014، وهي عبارة عن صور عربات نقل محملة بالأغذية في کراتين يوزعها المجندون من الجيش على أهالى حي إمبابة بمناسبة شهر رمضان، إلا أنه تمت إعادة نشر الصورة واستغلالها للترويج إلى أن النظام السياسي يقوم برشوة الناخبين لکي يصوتوا بـ«نعم» في الاستفتاء على الدستور.
- يلاحظ أيضًا عدم اهتمام صفحة «مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» بذکر التفاصيل التي توضح موضوع الشَّائِعة، فعلى سبيل المثال: وزارة التموين تنفي وضع مادة البريمکس على خبز التموين، وهو أمر لن يفهمه رواد الصفحة، إلا أن صفحات غير رسمية استعرضت تلک الشَّائِعة التي تم الترويج لها، حيث إن الشَّائِعة التي تم الترويج لها مفادها أن منظمة الصحة العالمية تحذر من مادة البريمکس المسببة للعجز الجنسي والتي تم وضعها في الخبز المدعم، وهو أمر لم يحدث بالطبع ونفته وزارة الصحة المصرية، والجدير بالذکر أن صفحة «مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» لم تهتم بشرح أبعاد الشَّائِعة.
- وفَّرت صفحة «مرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار» خدمة للمواطنين تمثلت في الإبلاغ عن أو إرسال أي من الشَّائِعات التي تم الترويج لها أو أية معلومات مغلوطة على رقم التليفون 0227927407 على مدى 24 ساعة طوال أيام الاسبوع، أو عبر البريد الإلکتروني rumors@idsc.net.eg  أو الاتصال على الرقم الخاص ببوابة الشکاوى الحکومية 16528.
- على الرغم من الشَّائِعات المنشورة والمنتشرة على صفحات «فيسبوک» إلا أن الصفحة الرسمية الخاصة بمرکز المعلومات ودعم اتخاذ القرار لم تنوِّع في استخدام أدوات وأساليب الجذب المستخدمة.
- تميزت کل من صفحة «ده بجد» و«متصدقش» بتوحيد شکل المنشورات الخاصة بتوضيح الشَّائِعات، وذلک حتى يسهل الاستدلال عليها، حيث استخدمت الصفحتان اللونين الأحمر والأخضر في کل منشوراتهما، حيث کان الأحمر خلفية للخبر المزيف أو الشَّائِعة بما يوحى من مدى خطورة الشَّائِعة وما تثيره لدى الرَّأي العام، والثانى اللون الأخضر کخلفية لتصحيح الخبر المنشور، وعلى الرغم من أن کلتا الصفحتين استخدمت نفس الألوان لدلالة تلک الألوان، إلا أنه يسهل تمييز کل من الصفحتين لدى متابعيهما.