ترکزت مشکلة الدراسة فى التعرف على تأثير مشاهدة المسلسلات المقدمة على أحد منصات المشاهدة الرقمية وهى (نيتفليکس) على النسق القيمى للمراهقين، سواء کان تأثيراً إيجابياً أو سلبياً.
وقد توصلت الدراسة لعدة نتائج من أهمها: - تبين أهمية دور جماعات الأصدقاء فى حياة المراهقين فى اتخاذ العديد من القرارات، فکل فرد يسعى للحصول على رضا أقرانه، وبالتالى يسعى للتشبه بهم قدر الإمکان، فقد وجدت الدراسة أن أهم أسباب الاشتراک فى منصة نيتفليکس هو ترشيح الأصدقاء، ومحاولة إيجاد نقاط للنقاش المشترک بينهم، وفى هذه الحالة کانت مناقشة أحداث المسلسلات هى نقطة الالتقاء. - اتضح أن مواقع التواصل الاجتماعى تلعب دوراً مهماً فى حياة المراهقين فى الترويج للأفکار الجديدة، ونشر المستحدثات بينهم، نظراً للفترات الطويلة التى يقضيها المراهقون أما شاشات الموبايل والکمبيوتر يتابعون فيها تلک المواقع. - اتضح ارتفاع معدلات التعرض بين المراهقين لمسلسلات نيتفليکس التى قد تصل إلى حد الإدمان حيث يمکنهم متابعة أجزاء کاملة من المسلسلات فى فترات زمنية قصيرة جداً، الأمر الذى قد يؤثر على مستوى التحصيل الدراسى لديهم، کما قد يسبب العديد من المشاکل الصحية والنفسية، من الرغبة فى الوحدة والانعزال، والبعد عن عمليات التفاعل الاجتماعى الفعلية والاکتفاء بالتفاعل الافتراضى. - تبين أن منصة نيتفليکس قدمت الکثير من عوامل التحفيز لجذب عدد أکبر من المراهقين لمشاهدة مسلسلاتها من خلال: تقديم قصص عن حياة المراهقين، وتقديم أجزاء کاملة من المسلسلات فى وقت واحد، وتجسيد الشخصيات من خلال ممثلين يتشابهون فى العمر والتعليم مع الجمهور المشاهد، بالإضافة إلى عدم وجود إعلانات، کل ذلک أدى إلى جذب عدد کبير من المراهقين للمشاهدة. - اتضح أن أکثر المسلسلات المقدمة عبر نيتفليکس تقدم المحتوى الجنسى بشکل کبير لا يتناسب مع المراحل العمرية التى تتابعه، فرغم تصنيف العديد من المسلسلات على أنها مقدمة لفئة المراهقين، نجد المشاهد الجنسية بها کثيرة جداً، وتقدم فى سياق درامى جذاب يشد اهتمام المراهقين ويؤثر على قيمهم وما يتبنوه من أفکار فى تلک المرحلة الخطيرة من نموهم، کأن يقدم المسلسل البطل فى مواقف إنسانية عديدة وبطولات متتالية ثم نکتشف أنه شاذ جنسياً، ويکون التصرف التلقائى هو التعاطف معه وتقبله وتقبل أفکاره. - کذلک قدمت مسلسلات نيتفليکس العنف والجريمة بشکل مبهر للمراهقين المشاهدين، ما عبر عنه بعض من عينة الدراسة بأنهم تعلموا کيفية القتل والهروب من الاتهام بذکاء. - بينت النتائج خطورة إدراک المراهقين لواقعية المضمون المقدم فى مسلسلات نيتفليکس، لأن ذلک من شأنه زيادة احتمالات التقليد والمحاکاة من المراهقين للمواقف والتصرفات التى تقدمها تلک المسلسلات باعتبارها تماثل الواقع الفعلى. - اتضح أن نسبة القيم الإيجابية المقدمة فى مسلسلات نيتفليکس قليلة جداً بالمقارنة بنسبة القيم السلبية التى وللأسف وافق عليها أغلبية المراهقين عينة الدراسة فى إطار "الحرية الشخصية"، وتقبل الآخر کما هو دون انتقاد، رغم إقرارهم بعدم تبنى هذه القيم السلبية بشکل شخصى، إلا أن مجرد القبول يحوى ضمناً خطر المحاکاة فيما بعد مع تغير الظروف.
)
مشاهدة على SCiNiTO