تقييم تغطية الإعلام المِصريّ للأحداث الداخلية الطارئة خلال الفترة من 2019 حتى 2020 : دراسة على الجمهور وخبراء الإعلام

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

مدرس بقسم الإذاعة والتلفزيون، کلية الإعلام، جامعة بني سويف

المستخلص

المشکلة البحثية:
تزدحم وسائل الإعلام المتنوعة بالأخبار والمعلومات عن الأحداث الطارئة والقضايا التي تهم الجمهور بشکل عام، ويقوم الجمهور بالتماس المعلومات والأخبار عن تلک الاحداث الهامة عبر وسائل الإعلام الرسمية والخاصة، للحصول على المعلومات التي يريدها بشکل فوري. بالتالي يعد تقييم أداء تغطية الإعلام في مصر بشقيه التقليدي والإلکتروني، من المداخل الهامة التي تساعد في تقديم رؤية متعمقة للوضع الراهن للإعلام المصري ومدى تأثيره داخل المجتمع، مع تحقيق الاکتفاء المعلوماتي للجمهور.
 وفي هذا الإطار، تحاول هذه الدراسة تقييم الجمهور والخبراء الإعلاميين لتغطية الإعلام المصري للأحداث الطارئة، من خلال التعرف على رؤى عموم الجمهور والخبراء المختصين بالمجال الإعلامي والقائمين بالاتصال فيما يخص الإيجابيات والسلبيات التي تواجه هذا القطاع الهام، مع تقديم رؤية مستقبلية لکيفية تحسين الأداء والتغلب على أوجه القصور، وتعزيز أوجه القوة، خاصة أن هناک محاولاتٍ من قِبل الدولة لتحسين وضع الإعلام، في ضوء التغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المتلاحقة، والتي انعکست على ما تقدمه وسائل الإعلام من تغطية إعلامية وأداء إعلامي ومعلومات تتعلق بالقضايا والموضوعات المطروحة على أجندة المؤسسات الإعلامية بشکل عام، والأحداث الطارئة والمفاجئة والخارجة عن تلک الأجندة بشکل خاص، لذا، تسعى هذه الدراسة إلى التعرف على تقييم الجمهور للتغطية الإعلامية لأربعة موضوعات وهي: تغطية (أحداث الدرب الأحمر، وحادث حريق محطة مصر، وبداية انتشار فيروس کورونا في مصر، وسوء الأحوال الجوية والسيول)، وذلک في الفترة من 1 مارس 2019 حتى 30 أبريل 2020، في إطار نموذج التماس المعلومات.
المناقشة العامة والخاتمة:
وفقًا لما سبق، يمکن استخلاص نتائج تقييمات الجمهور والخبراء لتغطية الإعلام المصري للأحداث الداخلية الطارئة محل الدراسة في ضوء التماس المعلومات على النحو التالي:
1- يعتمد الجمهور المصري محل الدراسة على وسائل الإعلام المصرية في الحصول على معلومات تخص الأخبار الطارئة مقارنة بوسائل إعلام عربية أو أجنبية خلال فترتي الدراسة.
2- اعتماد الجزء الأکبر من عينة الدراسة فيما يخص التماسه لمعلومات حول حادثي الدرب الأحمر وحريق محطة مصر على التلفزيون وبرامجه (إعلام تقليدي)، يليه: وسائل التواصل الاجتماعي، ثم الراديو، ثم المواقع الإخبارية الإلکترونية، وفى ذيل القائمة تأتي الصحف الورقية؛ کالأهرام والمصري اليوم، بينما في الفترة الثانية من الدراسة، والتي تخص أحداث انتشار فيروس کورونا وسوء الأحوال الجوية، اعتمد الجزء الأکبر من عينة الدراسة، إذا ما تم تجميع مصادر الأخبار وفقًا للوسيلة (التکرارات)، على التلفزيون وبرامجه (إعلام تقليدي)، سواء أکانت مصرية أم عربية أم أجنبية، يليه المواقع الإخبارية الإلکترونية، ثم وسائل التواصل الاجتماعي، ثم الراديو، وفى ذيل القائمة تأتي الصحف الورقية.
3- يعتبر التلفزيون المصدر المفضل للجمهور محل الدراسة في التماسه للمعلومات عن الأزمات والأحداث الداخلية الطارئة التي تحدث في المجتمع، وخاصة نشرات الأخبار أو القنوات الإخبارية بالقنوات المصرية، لما تقدمه من معلومات مدعومة بالصورة، وهو ما يتعارض مع نتيجة دراسة أحمد فاروق رضوان (2012) والتي جاء فيها أن القنوات الإخبارية العربية کالجزيرة والعربية قد جاءت في مقدمة الوسائل التي تعرَّض لها الجمهور المصري أثناء الثورة، تليها الصحف المصرية الخاصة، مثل المصري اليوم واليوم السابع والشروق، سواء نسخها المطبوعة أو مواقعها الإلکترونية، وفي الترتيب الثالث جاءت القنوات الإخبارية الأجنبية الناطقة بالعربية، مثل بي بي سي العربية والحرة، تليها مواقع الإنترنت الإخبارية، مثل مصراوي، ثم القنوات المصرية الخاصة، مثل الحياة ودريم وأون تي في. وحلت قنوات التلفزيون المصري الرسمي في الترتيب السادس، يليها الجرائد الحزبية المصرية، ثم القنوات الإخبارية الأجنبية الناطقة بلغات أجنبية، مثل قناتي: CNN , BBC، بينما جاءت الصحف القومية المصرية في الترتيب الأخير.
4- قلة الاعتماد على مصادر للمعلومات من قنوات معروفة بتوجهاتها المعادية لمصر؛ لما تتسم به التغطية بالتحيز والتهويل في کثير من الأحيان؛ کقناتي الجزيرة، والتلفزيون العربي.
5- يتجه الجمهور دائمًا إلى وسائل الإعلام التي تتيح له الخبر فور وقوعه وتشبع احتياجاته وفضوله، وسرعة توافر المعلومات ودقتها، ومن أهم المؤشرات أيضًا أن الجمهور يهتم بدقة المعلومات على حساب السبق الإعلامي، فالمعلومات هي الأساس، والجمهور عندما يفتقد للمعلومات يقوم باللجوء لوسائل إعلامية أخرى، والعزوف عن متابعة وسائل الإعلام المحلية والرسمية.



 

الكلمات الرئيسية