أزمة الإعلام العلمي: دراسة للخطاب الصحفي العلمي في جريدة الأهرام في الفترة أکتوبر - ديسمبر 2012

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

مدرس مساعد، کلية الإعلام، جامعة القاهرة

المستخلص

تعد الصحافة أحد أهم أدوات التغيير داخل اى مجتمع، ويقع عليها عبء رئيسى فى العمل کحلقة وصل بين الحلقات المختلفة للتفيير داخل المجتمعات، وهوما يتطلب منها أن تکون ليس فقط انعکاسا للازمات التى يمر بها المجتمع وانما ايضا عليها دور فى تقديم الحلول لهذه الازمات والمساعدة فى تجاوزها، وهوالدور الذى أکدت عليه الدراسات السابقة يما توصلت إليه من نتائج أشارت إلى أهمية استخدام دراسات الاعلام العلمى لحل مشکلات المجتمع ذات الصلة بالعلم وهوما تسعى هذه الدراسة لتحقيقه،  واستنادا إلى نتائج الدراسة الاستطلاعية التى أوضحت اهتمام صحيفة الاهرام بمختلف الموضوعات والقضايا ذات الصلة بالعلم والتى تريط بين العلم والمجتمع، فان مشکلة هذه الدراسة تتحدد فى تقديم تصور لانعکاس أزمة العلم فى مصر کما تصورها الصحافة المصرية من خلال رصد وتحليل وتفسير اطروحات الخطاب الصحفى العلمى على صفحات جريدة الأهرام کأکبر صحيفة قومية مصرية خلال الفترة من أکتوبر وحتى ديسمبر 2012 .
وقد توصلت الدراسة لما يلي:
غلبت على الموضوعات التى تناولتها الدراسة الطابع الاخبارى بينما قلت نسبة الموضوعات الاستقصائية ومقالات الرأى، وهوما لا يساعد على رفع وعى القراء بالقضايا العلمية المختلفة، حيث اکتفت الصحيفة بالرصد لبعض القضايا الخلافية داخل أوساط العلماء والتى لها علاقة کبيرة بحل مشکلات المجتمع، دون التعمق فيها بالشکل الکافى الذى يساعد على رفع الوعى بها وبالتالى اتخاذ القرارات المناسبة حيالها من جانب الجمهور اومن جانب متخذى القرار أيضاء کقضية المحاصيل المهندسة وراثيا ومدى کونها آمنه ام غير آمنة على صحة المواطنين. واکتفت فيها ايضا بعرض وجهة النظر الرسمية دون التعرض لوجهات النظر المختلفة معها.
فيما يتعلق بالقوى الفاعلة فقد نسبت الصحيفة أدوارا ايجابية لکبار المسئولين بالدولة بينما انتقدت آداء صغار المسئولين ونسبت إليهم أدوارا سلبية ظهرت فى معالجتها لموضوع انتشار مرض الجدرى بين تلاميذ المدارس، کما أبرزت الصحيفة مسئولية الأفراد للوقاية من الأمراض فى مقابل ابراز انجازات المؤسسات الحکومية فى هذا الصدد وعدم القاء اللوم عليها إلا قليلا.
وظهرت ايضا مسئولية الافراد واعطائها الاولوية والدور الاکبر فى حل المشکلات فى خطاب الصحيفة تجاه قضية البحث العلمى حيث التمست العذر للدولة والحکومة التى خصصت ميزانيات ضعيفة للبحث العلمى فى حين أظهرت رجال الاعمال والمجتمع المدنى بشکل سلبى لکونهم لا يدعمون العلم ولا يشعرون بمسئوليتهم الاجتماعية تجاه وطنهم.
وعند مناقشة مسألة الاهدار فى مياه النيل ألقت باللوم على المواطنين لعدم ترشيدهم لاستهلاک المياه مع الاشارة إلى مشکلة ورد النيل دون توضيح على من تقع مسئولية التخلص منه، مع أشارة عابرة إلى الخطر الذى سيهدد مصر من جراء اقامة سد اثيوبيا.
بالنسبة لأطر تقديم الصحيفة للمواد والموضوعات العلمية فقد کان اطار المنفعة هوالاکثر ظهورا وهوما يتلاءم مع هدف الصحافة العلمية فى ربط العلم بالمجتمع واستخدامه فى حل المشکلات المختلفة، إلا أن الجريدة هنا ونظرا لاعتمادها على مصادر رسمية فى تغطياتها جاء استخدامها لاطار المنفعة مرادفا للترويج لسياسات الدول فى مجالات الصحة والطافة والزراعة والبيئة،  وجاء استخدام الصحيفة لاطار التخويف فى قضايا کان من الافضل الحذر فى استخدامه معها وهى قضية تاثير الغاز المسيل للدموع ومضاعفات الاصابة بالغذه النکافية وفى الحالتين کان يجب الحذر تجنيا لاثارة الرعب لدى القراء نتيجة لاعتماده على عرض مشکلة دون ايجاد حلول لهاء خاصة وان الخطاب هنا لم يقدم قوى فاعلة مسئولة عن الاحداث اوتستطيع التعامل معها.