اتجاهات الخطاب الديني نحو شرعية ثورة 25 يناير: دراسة تحليلية مقارنة بين أبرز الخطابات السلفية المعاصرة

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

مدرس بقسم الإعلام، کلية الآداب، جامعة المنيا

المستخلص

جاء "ربيع الثورات العريية" بأحداثه المتتابعة ليطرح کثيرا من النقاشات والآراء حول قضايا فکرية وسياسة ترتبط بمفهوم التغيير وشرعيته ومنهجه وأهدافه. وفى مقدمة تلک القضايا، کان الحديث حول علافة الإسلام بمفهوم "الثورة" : ومدى أصالة هذا المصطاح فى الفکر الإسلامى: وهل عدم انتشاره فى الفکر الإسلامى يعنى أن الإسلام يرضى بالخنوع والظلم؟
وتصدت الدراسة الحالية لرصد رؤية الخطابات السلفية لشرعية ثورة 25 يناير2011 م: وبعد استعراض حجج کل من خطاب "السلفية السرورية" وخطاب "السلفية المدخلية" بشأن شرعية الثورة: فإنه يمکن القول بأن أهداف هذه الخطابات تراوحت بين التأثير والاستمالة والتوضيح. وقد استخدمت تلک الخطابات الکثير من الأدوات الإقناعية مثل الآيات والأحاديث الشريفة وکتب السنة والأدلة التاريخية. وبعض المرجعيات الفکرية المعاصرة لکل تيار من هذه التيارات.
 
وفى الوقت الذى غلبت فيه الحجج المعيارية التى تستند إلى الدليل على خطاب "السلفية المدخلية" حيث إنهم يتمسکون بالدليل وهو ما جعل البعض يطلق عليهم "السلفية العلمية"، فإن الحجج الواقعية کانت الغالبة على خطاب "السلفية السرورية" الذين يأخذون بفقه الواقع ويحاولون إسقاط النصوص على الواقع بما يتماشى مع ما يطرأ على هذا الوافع من مستجدات لم تکن موجودة فى عصر النبوة.
لقد اخفقت الخطابات السلفية المدروسة فى أن تحقق أى قدر من الإجماع من خلال الإقناع والمحاججة، وأن تبنى إطارا مفاهيميا يربط بين القديم والمستحدث، ويقدم رؤية إسلامية تستوعب التطورات الراهنة فى ضوء فقه الوافع أوفقه الموازنات. ولا يصطدم مع ثوابت الدين، بل راحت تراوغ وتتعصب لرؤيتها دون الکشف عن جوانب الحق أو الاجتهاد فيما يطرحه الطرف الآخر وذلک لبناء الحقيقة، ودخلت فى سباب شديد لبعضها البعض. وبالتالى فإن استعمال کل خطاب لمفاهيمه لم يحقق التواصل المطلوب،  بل زادت الحدة والتعصب لدى رموز کل خطاب، وبطبيعة الحال، فإن البنية القائمة على الاستقطاب لا تفرز إلا استقطابا فکريا يتنافى مع جوهر الدين الحنيف حيث يقول رب العزة (وأن هذه أمتکم أمة واحدة وأنا ربکم فاعبدون) (آية ) فثمة صراع جدلى عقيم دائر بين الطرفين. إذ يترکز مسعى کل منهما فى کيفية سحب البساط من تحت أقدام الطرف الآخر.

الكلمات الرئيسية