لم تتأخر الصحافة في المساهمة إلى جانب وسائل الإعلام الأخرى في مواجهة القضايا الأمنية المختلفة، ذات الخطر الداهم على حياة الأفراد والمجتمعات، وعلى التنمية والاستقرار والتطوير، محافظة على الأمن الاجتماعي، بل أنها – أي الصحافة – تنبهت لأهمية التوعية بالأمن کمفهوم وشعور وحاجة، والدعوة للمحافظة عليه، والوقوف في وجه مظاهر الإخلال به؛ بغية تحقيقه وتوفيره، وبهذا فإن الصحافة حرصت على التقلد بالمسؤولية تجاه قضايا الأمن، وألقت على عاتقها المساهمة في القيام بالتوعية الاجتماعية والأمنية لقرائها، فنجدها شرعت في تنفيذ واجباتها بإفراد بعض من صفحاتها لهذه الشئون، وخصصت بعض الزوايا والأعمدة لتناول قضايا ومشکلات المجتمع المؤثرة على حالة الأمن والاستقرار فيه، مقدمة لتغطية معمقة للأحداث وتطوراتها؛ سعياً وراء تحقيق نوع من التوعية بين صفوف الجماهير، عن طريق تزويد القراء بمعارف أساسية حول قضايا يدور مجملها حول الأمن الاجتماعي، وتبصيرهم بمسؤولياتهم تجاهه، وحثهم على إيجاد حلول لمشاکله، وأمام هذا الزخم الإعلامي، وهذا الاهتمام بمشاکل المجتمع، استرعى موقف الصحافة المکتوبة الانتباه، واعترى الذهن غموض بشأن طبيعة أدائها الإعلامي تجاه قضايا الأمن عموماً، وقضايا الأمن الاجتماعي تحديداً، والترتيب الذي أولته أهمية خاصة على صفحاتها في مقابل ترتيب أولويات الجمهور لهذه القضايا، ومدى اهتمامها بتناول قضايا الأمن الاجتماعي، خاصة خلال هذه الفترة، أکثر من أي وقت مضى، بسبب التطورات والتغييرات التي يشهدها العالم، بفعل التغيرات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية المؤثرة على حرکة التنمية البشرية وتطوّر الجريمة، وهي عوامل إما تسبب أو ينتج عنها تزايد أعداد الفقراء، ونسب البطالة، والأمراض، وغيرها من مسببات التأثير على حالة الأمن الاجتماعي. وقد وضع هذا الأمر الباحثة أمام موقف مشکل، دفعها باتجاه إجراء دراسة تسعى إلى إزاحة هذا الغموض، والوقوف على رأي علمي بشأن طبيعة هذا الأداء، من حيث تناول الموضوعات المتعلقة بقضايا الأمن عموماً، وقضايا الأمن الاجتماعي تحديداً. وعلى هذا فإن طبيعة مشکلة هذه الدراسة ستتحدد في ورصد وتحليل المضامين الأمنية الاجتماعية المثارة في الصحافة الليبية، من خلال التطبيق على مجموعة من الصحف الليبية ذات الاتجاهات أو التصنيفات المختلفة في الملکية والتخصص، وتتبع الأداء الإعلامي لهم.
النتائج العامة للدراسة التحليلية
توصلت الباحثة عبر تحليلها للصحف الليبية محل الدراسة إلى جملة من النتائج کانت کالتالي: 1- اهتمت الصحف الليبية عموماً بالخبر، کأهم الفنون الصحفية المستخدمة، خاصة في الصحف اليومية، في حين کان هذا الاهتمام موجهاً للمقال الافتتاحي في الصحف الأسبوعية ونصف الشهرية. 2- لم تحظ الموضوعات الخاصة بقضايا الأمن الاجتماعي بنشر متميز في الصحف الليبية، اليومية والأسبوعية ونصف الشهرية، على حد سواء، إذ کانت غالبية الموضوعات تنشر في الصفحات الداخلية للصحيفة. 3- اهتمت الصحف اليومية ونصف الشهرية باستخدام الصور الموضوعية المعبرة، لإبراز الموضوعات المنشورة، أما الصحيفة الأسبوعية والمعتمدة کثيراً على کتاب الرأي، فاستخدمت الصور الشخصية أکثر من غيرها. 4- لم تهتم الصحف الليبية - اليومية والأسبوعية ونصف الشهرية- باستخدام الرسوم البيانية والجداول کعناصر لإبراز المادة المنشورة. 5- اهتمت کل صحف الدراسة بالعنوان الممتد، ضمن أنواع العناوين المستخدمة لإبراز الموضوعات المنشورة. 6- استخدمت کل صحف الدراسة اللون الواحد في إبراز الموضوعات الخاصة بتحديات وقضايا الأمن الاجتماعي، ولم تختلف في ذلک الصحف اليومية أو الأسبوعية أو نصف الشهرية. 7- شکل استخدام البراويز والأطر سمة واضحة في الصحف اليومية، وإن جاء بنسب مختلفة، کما کان سمة الموضوعات المنشورة في الصحف الأسبوعية ونصف الشهرية أيضاً.
جمعة بن عطية, زهرة. (2013). معالجة الصحافة الليبية لقضايا الأمن الاجتماعي : دراسة تحليلية لمضمون عدد من الصحف الليبية. المجلة العربية لبحوث الاعلام والاتصال, 2013(3), 206-261. doi: 10.21608/jkom.2013.110788
MLA
زهرة جمعة بن عطية. "معالجة الصحافة الليبية لقضايا الأمن الاجتماعي : دراسة تحليلية لمضمون عدد من الصحف الليبية", المجلة العربية لبحوث الاعلام والاتصال, 2013, 3, 2013, 206-261. doi: 10.21608/jkom.2013.110788
HARVARD
جمعة بن عطية, زهرة. (2013). 'معالجة الصحافة الليبية لقضايا الأمن الاجتماعي : دراسة تحليلية لمضمون عدد من الصحف الليبية', المجلة العربية لبحوث الاعلام والاتصال, 2013(3), pp. 206-261. doi: 10.21608/jkom.2013.110788
VANCOUVER
جمعة بن عطية, زهرة. معالجة الصحافة الليبية لقضايا الأمن الاجتماعي : دراسة تحليلية لمضمون عدد من الصحف الليبية. المجلة العربية لبحوث الاعلام والاتصال, 2013; 2013(3): 206-261. doi: 10.21608/jkom.2013.110788