علاقة التعرض للمحتوى السياسي فى الشبکات الاجتماعية بالثقة السياسية لدى مستخدميه: (دراسة على جمهور موقعى facebook و Twitter)

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

المدرس المساعد بقسم العلاقات العامة والإعلان، کلية الإعلام، جامعة القاهرة

المستخلص

تعتبر الثقة السياسية إحدى العناصر المؤثرة فى اتجاهات المواطنين وتوجهاتهم السياسية نحو النظام السياسى ومؤسساته المختلفة ، وکذلک اتجاهاتهم نحو أهمية دورهم فى العملية السياسية، وتعد الثقة السياسية قضية حيوية فى أى مجتمع لأنها تشکل مؤشراً نحو اعتراف المواطن بشرعية الحکومة، فالمواطنين الذين يثقون بحکوماتهم يميلون إلى الالتزام بالقوانين والتشريعات المختلفة، ودعم مبادرات الحکومة، کذلک ترتبط المستويات المرتفعة من الثقة بالمشارکة الأقل فى الأنشطة السياسية غير التقليدية ، وبالعکس فإن الثقة المنخفضة تساعد فى تشکيل بيئة سياسية أکثر صعوبة للقادة السياسيين وتقلل من دعم أفعال الحکومة وتعرف الثقة السياسية بأنها " توجه أساسى نحو الحکومة يتم بناؤه من خلال تحديد کيفية عمل الحکومة وفقاً لتوقعات المواطنين".
ويرى البعض أن هناک تناقصاً فى مستويات الثقة السياسية على مر السنوات نتيجة للدور العدائى الذى تؤديه وسائل الإعلام فى علاقتها مع الشخصيات والمؤسسات السياسية، وهو ما يؤدى إلى تأثير وسائل الإعلام على الاتجاهات السياسية للجمهور من خلال ما تقدمه من مواد ، کما أن نوعية الوسيلة التى يتعرض لها الجمهور تؤدى دوراً فى زيادة أو نقص مستوى الثقة السياسية  خاصة مع زيادة معدلات نقد المواطنين فى العالم العربي الآن للنظم الحاکمة بعد ثورات الربيع العربىوهو ما أطلقت عليه pippa norris "المواطنين الانتقاديين" critical citizens، ويعکس هذا المفهوم زيادة الوعى بالديمقراطية لدى شعوب العالم وهو ما يجعلهم يميلون إلى محاسبة حکوماتهم.
وقد أدت الوسائل الاجتماعية دوراً مهماً فى حرکات التغيير السياسى على مستوى العالم، فقد قامت مواقع التواصل الاجتماعى مثل فيسبوک وتويتر Facebook وTwitter بدور المساعد والمحفز للديمقراطية ، وأصبحت کلمة ويب2Web 2  الکلمة الرئيسية فى الثورات والمظاهرات ، واعتاد الجميع مصطلحات سادت خلال الفترة الأخيرة مثل الثورة الالکترونية E-Revolution،  وثورة ويب2 Web2 Revolution، وثورة فيسبوکFacebook Revolution  فى الوقت الذى يتزايد فيه أعداد مستخدمى الانترنت عامة والوسائل الاجتماعية خاصة ، فقد وصل عدد مستخدمى الشبکات الاجتماعية عام 2013 إلى 1,73 مليار ويتوقع أن يزيد فى العام الحالى (2014) إلى 1,97 مليار مستخدم، إلى أن يصل فى عام 2017 إلى 2,55 مليار مستخدم حيث يترکز معظم المستخدمين الجدد فى أفريقيا والشرق الأوسط وآسيا، وعلى الرغم من ذلک فإن مستخدمى أفريقيا والشرق الأوسط يشکلون 15,5% فقط من نسبة مستخدمى الشبکات الاجتماعية حالياً على مستوى العالم، وفيما يتعلق بموقع فيسبوک فقد وصل عدد مستخدميه عام 2013 إلى 1.15 مليار مستخدم حيث يتفقد 23% منهم حساباتهم أکثر من 5 مرات يومياً، بينما وصل عدد مستخدمى تويتر إلى أکثر من 500 مليون مستخدم عام 2013 حيث يستخدم 60% من مستخدمى تويتر هواتفهم الذکية للدخول إلى حساباتهم).
 ومن هنا جاء أهمية دراسة علاقة استخدام الشبکات الاجتماعية بمستوى الثقة السياسية لدى المواطنين وما إذا کان التعرض لما تحتويه من أخبار ومعلومات وآراء سياسية يشکل تأثيراً على هذه الثقة.



 

 

 

الكلمات الرئيسية