المعالجة الإعلامية للسياسة الخارجية الأمريکية تجاه مصر في عهدي مرسي ومنصور : دراسة مقارنة بين قناتي الجزيرة القطرية والحرة الأمريکية

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

مدرس الإنتاج الإعلامي بالمعهد الدولي العالي للإعلام، أکاديمية الشروق

المستخلص

اهتمت الدراسة الحالية بتوضيح ملامح السياسة الخارجية الأمريکية تجاه القضايا السياسية والأمنية المتعلقة بمصر خلال فترتي حکم الرئيس السابق الدکتور محمد مرسي والرئيس الحالي (المؤقت) المستشار عدلي منصور، وذلک من خلال رصد الأطر الإعلامية التي وظفتها کل من قناة الجزيرة القطرية والحرة الأمريکية أثناء تناولهما للمواقف الأمريکية تجاه الأحداث والقضايا السياسية والأمنية البارزة في الشأن المصري، وکيفية انعکاس السياسة التحريرية الخاصة بکل منهما على معالجتهما الإعلامية وتناولهما لهذه المواقف خلال فترة زمنية معينة.
        وقد اعتمدت الدراسة على نظرية الأطر الإعلامية، وأسلوب تحليل الخطاب في تصميم استمارة تحليل المضمون، حيث تم اختيار عينة الدراسة التحليلية وفقا لأسلوب العينة العمدية، حيث تم عمل مسح شامل لکل من برنامج "من واشنطن" في قناة الجزيرة القطرية وبرنامج "الاتجاهات الأربعة" في قناة الحرة الأمريکية لاختيار الموضوعات المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريکية نحو القضايا السياسية والأمنية في مصر خلال فترتين زمنيتين (الفترة الأولى من 1/7/2012م إلى 31/12/2012م، والفترة الثانية من 1/7/2013م إلى 31/12/2013م).
وقد خلصت الدراسة التحليلية إلى مجموعة من النتائج:

- أکثر من نصف الحلقات التي تم تحليلها اهتمت بإبراز المواقف الأمريکية الرسمية تجاه القضايا السياسية والأمنية المتعلقة بالشأن المصري خلال فترتي التحليل، إلا أنه تبين أن الفترة الثانية من التحليل والمتعلقة بحکم الرئيس الحالي (المؤقت) عدلي منصور کانت الفترة الأکثر اهتماما بوسائل الإبراز في قناتي الدراسة، وقد يرجع ذلک لزخم الأحداث والتطورات التي شهدتها هذه الفترة.
- وبالنسبة للضيوف الذين تم استضافتهم في قناتي الدراسة، اتضح أنه تم استضافة 166 ضيفا في الحلقات التي تم تحليلها خلال فترتي الدراسة، وکان أغلبهم ممن يجيد التحدث باللغة العربية، وکانت الجنسية الأمريکية هي الجنسية الغالبة في قناتي الدراسة، تليها الجنسية المصرية، ويرجع ذلک لطبيعة المادة الإعلامية التي تم تحليلها في قناتي الدراسة، وإن کانت قناة الجزيرة الأکثر حرصا على استضافة الضيوف المصريين.
- کما خلصت نتائج الدراسة التحليلية إلى ظهور 16 أطروحة متعلقة بالسياسة الخارجية الأمريکية تجاه مصر، حيث کانت قناة الحرة الأکثر طرحا لموضوع السياسة الخارجية الأمريکية تجاه مصر في برنامج "الاتجاهات الأربعة"، کما تبين من الدراسة التحليلية أن أغلب الأطروحات ظهرت في فترة التحليل الثانية، حيث شهدت فترة ما بعد 30 يونيو 2013 جدلا واسعا حول الموقف الأمريکي المضطرب تجاه الأحداث في مصر.
- وأوضحت الدراسة التحليلية تأثير فترة التحليل على زوايا طرح القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية تجاه مصر، حيث کانت أطروحة "انفتاح الولايات المتحدة على التيارات الإسلامية" من أکثر الأطروحات تکرارا في الفترة الأولى من التحليل في قناتي الدراسة، أما المرحلة الثانية من التحليل، فکانت أطروحة "ارتباک الموقف الأمريکي تجاه ما يحصل في مصر" هي الأکثر تکرارا في کلا القناتين. وفي المرتبة الثانية کانت أطروحة "قطع المساعدات الأمريکية بسبب انحراف مصر عن مسارها الديمقراطي.
- کذلک خلصت الدراسة إلى تأثير السياسة التحريرية للقناة على اختيار موضوعات النقاش المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريکية تجاه مصر، حيث رکزت قناة الجزيرة على أطروحات لم تتناولها قناة الحرة أو تناولتها بشکل ضعيف ومنها: "تراجع النفوذ الأمريکي في مصر"، و"تحاشي أمريکا وصف ما يحدث في مصر بالانقلاب"، و"الدعم الأمريکي للجيش المصري"، بينما تناولت قناة الحرة عددًا من الأطروحات التي لم تظهر في قناة الجزيرة، وهي: "الضغط الأمريکي من أجل المصالحة السياسية مع الإخوان المسلمين"، و"الولايات المتحدة تبحث عن مصالحها في مصر"، و"دعم الولايات المتحدة للإخوان المسلمين".
- وظهرت علاقة بين الأطروحات المقدمة واتجاه الحجج المقدمة من قبل الضيوف نحو هذه الأطروحات، حيث تبين وجود أطروحات کانت نسبة تأييدها من قبل الضيوف مرتفعة، وهي: أطروحة "تحاشي أمريکا وصف ما يحدث بالانقلاب"، وأطروحة "انفتاح الولايات المتحدة على التيارات الإسلامية"، وأطروحات کانت نسبة رفضها مرتفعة من قبل الضيوف، وهي: أطروحة "ضلوع الإدارة الأمريکية في تغيير الوضع في مصر"، وأطروحة "قطع المساعدات الأمريکية بسبب انحراف مصر عن مسارها الديمقراطي". لکن، بصفة عامة تبين أن أغلب الحجج التي تناولها الضيوف في قناتي الدراسة خلال فترتي التحليل هي حجج مؤيدة لهذه الأطروحات، فرغم التنوع في جنسيات وتخصصات الضيوف، إلا أن کلا من قناة الجزيرة وقناة الحرة کانتا تستضيف في الغالب ضيوفا مؤيدين لسياستها التحريرية ومؤکدين على الأطروحات التي يتم عرضها أثناء المعالجة الإعلامية للمواقف الرسمية للإدارة الأمريکية تجاه الأحداث التي شهدتها مصر خلال فترتي التحليل.
- وأظهرت نتائج الدراسة التحليلية أن إطار الفشل من أکثر الأطر التي تم استخدامها في تقديم المواقف الرسمية للإدارة الأمريکية تجاه القضايا السياسية والأمنية المتعلقة بمصر خلال فترتي الدراسة، يليه إطار التعاون، ثم کل من إطار الصراع وإطار المسئولية. وقد خلصت الدراسة التحليلية إلى عدم وجود علاقة بين القناة وموضوع الإطار الذي قدمت من خلاله الأطروحات المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريکية تجاه مصر، إلا أنه ظهرت علاقة ولکنها علاقة سلبية ضعيفة بين الفترة التحليلية وموضوع الإطار، فقد تبين أن أغلب الأطروحات المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريکية تجاه مصر في فترة التحليل الأولى قدمت من خلال إطار التعاون، وفي المرتبة الثانية إطار الصراع، أما في فترة التحليل الثانية تبين أن أغلب الأطروحات المتعلقة بالسياسة الخارجية الأمريکية تجاه مصر قد قدمت من خلال إطار "الفشل".
- وتوصلت الدراسة التحليلية إلى تساوي استراتيجية "الهجوم على دور الولايات المتحدة" و"استراتيجية الدفاع عن هذا الدور والتبرير له" في إجمالي العينة التي تم تحليلها، لکن اتضح تأثير السياسة التحريرية للقناة على مواقف الضيوف نحو السياسة الخارجية الامريکية حيث تبين أن ضيوف قناة الجزيرة کانوا الأکثر هجوما على الولايات المتحدة بينما الضيوف في قناة الحرة هم الأکثر دفاعا عن مواقف الولايات المتحدة الرسمية وتبريرا لهذه المواقف، کما تبين أنه بصفة عامة أن الإشادة بدور الولايات المتحدة جاء منخفضا بقناتي الدراسة بصفة غالبة أثناء الفترة الزمنية محل الدراسة.

الكلمات الرئيسية