اعتماد الشباب المصرى على شبکات التواصل الاجتماعي في أوقات الأزمات خلال المرحلة الانتقالية

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

استاذ الصحافة المساعد بکلية الإعلام، جامعة القاهرة

المستخلص

سعت هذه الدراسة إلى الکشف عن مدى اعتماد الشباب عى شبکات التواصل الاجتماعى فى أوقات الأزمات والتأثيرات الناتجة عن هذا الاعتماد والعوامل المؤثرة عليه وفى ضوء  تساؤلات الدراسة وفروضها يمکن بلورة مجموعة من النتائج العامة على النحو التالى :
1- ان اختيار مفردات العينة لشبکات التواصل الاجتماعى کوسيلة للاعتماد عليها فى أوقات الازمات إنما يحکمه عوامل ثلاثة هى :مميزات هذه الشبکات ، والهدف من استخدامها ، وطبيعة الموقف الاتصالى (موقف الازمة ) بحيث تصبح هذه الشبکات الوسيلة الملائمة للدور المنوط بها فى هذه الأوقات والتى يواجه فيها الفرد (تهديد-غموض-تناقض-بطء فى الإجراءات والقرارات- ارتباک فى المشهد .........).
2- يعکس اعتماد مفردات العينة على هذه الشبکات فى أوقات الأزمات ابعادا اجتماعية وشخصية للعلاقة بينهم وبين هذه الشبکات ، حيث تتنوع هذه العلاقة بين تحقيق الفهم الذاتى والذى يشمل تقدير الذات والمعتقدات والقيم والاتجاهات الخاصة بهؤلاء الأفراد مرورا بتحديد أنماط السلوک التى تعکس کيفية تفاعلهم مع الآخرين ومع الأحداث المحيطة بهم وصولا إلى التسلية والمتعة والسخرية حتى وان کانت وسيلة للهروب من المشکلات والأزمات .
3- رغم ان نتائج الدراسة کشفت عن اعتماد  مکثف لمفردات العينة على هذه الشبکات فانها کشفت أيضاعن ادراک واضح لهؤلاء المبحوثين لطبيعة هذه الشبکات ، ووظيفتها الأساسية والعلاقة التکاملية بينها وبين وسائل الاعلام التقليدية ، ومن ثم فهم لا ينظرون إليها باعتبارها بديل لهذه الوسائل بل باعتبارها وسيلة أکثر ملائمة لأداء وظائف محددة بعيدا عن منطق الممارسة المهنية والأخلاقية والقواعد والضوابط التى تحکم أداء وسائل الإعلام التقليدية.
4- تکشف الدراسة عن اشکالية تتعلق بصعوبة تقييم طبيعة الأدوار التى تمارسها شبکات التواصل الاجتماعى وطبيعة التأثير الذى تمارسه فى حياة الأفراد ، خاصة بعد أن أظهرت النتائج اختلاف هذه الأدوار باختلاف السياق والتوقيت وطبيعة القضايا وأهميتها الأمر الذى يتطلب ضرورة تقييم أدوار هذه الشبکات وتأثيراتها فى ضوء متغيرات وعوامل مختلفة تعکس دورها کمواقع للتواصل الاجتماعى ، ودورها کأدوات فاعلة سياسيا واجتماعيا ، ودورها کأدوات إعلامية إلى غير ذلک .
5- تظهر النتائج أن هذه البيئة الرقمية التى خلقها الاعتماد على شبکات التواصل الاجتماعى فتحت مجالا واسعا للتزييف والتشويه والتضليل خاصة فى أوقات الأزمات حيث يکون التزييف ممنهجا فى بيئة تعصف بها الصراعات ، ويحکمها منطق الشک والريبة الأمر الذى يجعل استخدام هذه الشبکات فى أوقات الأزمات سلاحا ذو حدين الأمر الذى قد يحولها من أداة لتحقيق الفهم المشترک (عبر حوار يسمح بتبادل الرأى قد يتحول إلى فعل على أرض الواقع فى إطار استراتيجية التمکين) إلى أداة لإثارة الصراعات واعادة انتاجها .
6- تتنوع التأثيرات المعرفية المترتبة على اعتماد مفردات العينة على شبکات التواصل الاجتماعى فى أوقات الأزمات غير انه يبدو من نتائج الدراسة أن هذه الشبکات تتحکم فى ثلاث مستويات من المعلومات : الأول هو جمع المعلومات عن الأزمة بشکل أسرع من وسائل الإعلام التقليدية ، والثانى يتمثل فى اعادة هيکلة هذه المعلومات کل من وجهة نظره فى إطار الطبيعة الاجتماعية لهذه الشبکات وسيطرة الأيدولوجية الشخصية على مستخدمى هذه الشبکات ، والثالث هو نشر وتوزيع هذه المعلومات على نطاق واسع لا يصعب فيه  السيطرة على حرکة المعلومات فى کل مرحة من هذه المراحل الامر الذى يعظم من خطورة التأثيرات التى تمارسها هذه الشبکات ويزيد من صعوبة رصدها.

الكلمات الرئيسية