صورة مصر فى الصحف الإيرانية الصادرة باللغة الإنجليزية: دراسة تحليلية مقارنة على صحف طهران تايمز، إيران ديلى وکيهان انترناشونال

سعت هذه الدراسة إلى تحليل صورة مصر بعد 30 يونيو، کما قدمتها الصحف الإيرانية الصادرة باللغة الإنجليزية ومقارنة هذه الصورة فى صحف الدراسة بانتماءاتها واتجاهاتها المختلفة. وخلصت الدراسة إلى:-
- قيام الصحف الإيرانية محل الدراسة بدور إنتقائى عند تقديم صورة مصر وذلک من خلال الترکيز على بعض جوانب الصورة وإغفال جوانب أخرى، حيث رکزت صحف الدراسة على تقديم موضوعات عن المظاهرات والاعتصامات التى نظمها أنصار الرئيس الأسبق محمد مرسى احتجاجاً على عزله  دون الاهتمام بتقديم موضوعات تعکس الجانب الآخر من الصورة متمثلة فى المظاهرات والمسيرات التى نظمتها المعارضة المصرية الرافضة لحکم محمد مرسى وهو ما تبين فى النتائج من خلال عدم قيام صحف الدراسة فيما عدا جريدة (إيران ديلى) بتغطية جمعة التفويض التى خرجت خلالها مظاهرات ومسيرات تؤيد طلب وزير الدفاع المصرى ومنحه تفويضاً لمواجهة الإرهاب.
- اتفقت نتائج الدراسة مع فرضيات مدخل التحليل الثقافى بعدم إمکانية عزل المحتوى الإعلامى عن السياق المجتمعى الذى يتم فيه إنتاج هذا المحتوى بکل ما يتضمنه من سياقات ثقافية، إجتماعية وسياسية تؤثر على هذا المحتوى وتتفاعل معه، حيث أثرت إيران بتوجهاتها السياسية سواء الداخلية أو الخارجية على الصورة المقدمة عن مصر فى صحف الدراسة. ويمکن أن يظهر ذلک بشکل واضح من خلال رصد کيفية تناول الصحف الإيرانية لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى، حيث أکدت کل من (طهران تايمز) و(کيهان انترناشونال) أن ما حدث هو مؤامرة أمريکية- إسرائيلية للقضاء على الحکم الإسلامى فى مصر بهدف إضعاف المقاومة العربية والإسلامية فى منطقة الشرق الأوسط حفاظاً على أمن إسرائيل، حتى أن هذه الصحف شبهت ما حدث مع الرئيس الأسبق محمد مرسى بما حدث مع محمد مصدق، رئيس الوزراء الإيرانى الأسبق الذى تآمرت ضده المخابرات الأمريکية والبريطانية لإبعاده عن رئاسة حکومة إيران عام 1953 من أجل إعادة سيطرة الشاه على الحکم فى البلاد.
- تبين من نتائج الدراسة تأثير نمط الملکية على توجهات الصحيفة، فعلى الرغم من أن صحف الدراسة الثلاث مملوکة للدولة إلا أن کل من (طهران تايمز) و(کيهان إنترناشونال) تتبعان تيار المرشد أما (إيران ديلى) فهى مملوکة لوکالة أنباء الجمهورية الإسلامية التابعة للحکومة المسيطر عليها التيار الإصلاحى، الأمر الذى انعکس على اتجاهات الصحف نحو الأحداث فى مصر،  حيث کانت الصحف التابعة لتيار المرشد أکثر تشدداً ورفضاً لما يحدث فى مصر وفى المقابل کانت الصحيفة التابعة للحکومة أکثر انفتاحاً وتقبلاً لما تشهده مصر من تطورات.
- اختلفت نتائج الدراسة الحالية مع نتائج الدراسة التى أجريت على صورة مصر فى الصحف الإيرانية خلال أعوام 2011، 2012 و2013 التى توصلت إلى سيطرة الجوانب الإيجابية والمشرقة على ملامح الصورة المقدمة عن مصر. أما الدراسة الحالية فقد توصلت إلى سيطرة الجوانب السلبية على ملامح هذه الصورة، حيث کانت الصورة المقدمة تعکس أن مصر تشهد حالة من حالات الفوضى والاضطراب وأن العنف يملأ الشوارع وأن مصر تعيش أزمة سياسية عنيفة نتج عنها انقسام حاد فى المجتمع المصرى بين معسکرين أحدهما يطالب بعودة محمد مرسى والثانى يؤيد ويدعم خارطة الطريق التى قدمها الجيش.