الدور الحيوى للسيميوطيقا الثقافية فى نجاح عملية التصميم الإعلانى عقب إندلاع الثورة البلشفية کمرحلة إنتقالية مهمة ومؤثرة فى تاريخ الإتحاد السوڤييتى

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

مدرس بالأکاديمية الدولية للهندسة وعلوم الإعلام ، قسم الإنتاج الإعلانى

المستخلص

تفاعل الإعلان بحکم طبيعته الديناميکية مع النظام السياسى والإقتصادى والبيئة الإجتماعية والثقافية التى سادت الإتحاد السوڤييتى عقب قيام الثورة البلشفية وإنتهاج النظام الشيوعى. وکان من أهم العوامل التى ساعدت على نجاحه فى تأدية دوره المرسوم له هو التوظيف الجيد لإستخدام السيميوطيقا الثقافية من خلال الأشکال المرئية به. وهو ما تبين للباحثة خلال تحليلها لعينة الإعلانات التى إختارتها والتى کانت خير معبر عن مقولة "الإعلان مرآة المجتمع" حيث إستطاعت أن تؤرخ بشکل ممتاز أهم معالم تلک الفترة بإبراز أهم الأيديولوجيات والقيم التى سادت المجتمع السوڤييتى حيث الترويج لأيديولوجيتى دکتاتورية البروليتاريا والأممية التى لم تتحقق أىٍ منهما. والترويج  للقيم التى نادت بها الشيوعية ، والقيم المشجعة للطبقة العاملة على العمل والإنتاج ، مع الترکيز على مدى محافظة المجتمع على تقاليده وأعرافه بالصورة التى ظهرت بها المرأة فى الإعلان. هذا مع کشفها عن أى المبادىء الشيوعية تحقق بالفعل وأيها کان بهدف الترويج فقط للفکر الشيوعى. فقد ساعد الإعلان أفراد المجتمع السوڤييتى على الإندماج فى وسطهم الثقافى والإجتماعى الجديد الذى فرضته الثورة التى قاموا بها حيث الترويج للفکر الشيوعى وإقناعهم بتحقق مبادئه، بالرغم من عدم تحققها فى الواقع. إلا أن ذلک کان لضمان إنتمائهم وولائهم، وکقوة إيجابية لدفع عجلة التنمية فى المجتمع. فقد کان الإعلان يمثل رسالة لإرساء الشيوعية فى المجتمع داخلياً، وخارجياً فى الدول التى لا تنتهجها بالتأثير على إتجاهاتها بنشر الفکر الشيوعى لضمان إستمراره وإنتشاره کنظام کونى فى سبيل القضاء على الرأسمالية وتحقيق الأممية للإتحاد السوڤييتى حتى تتحقق له السيطرة على العالم منفرداً. فقد کان الإعلان أحد أهم الوسائل الترويجية للفکر الشيوعى ، مما أثر على مضمونه حيث إستخدام الرموز التى عمدت إلى تثبيت الصورة الذهنية للنظام الشيوعى ومبادئه ونجاحه فى تحقيق الرخاء للبلد الوحيد المطبق له ، وذلک من خلال کثافة إستخدام شعار الشيوعية وسيادة اللون الأحمر المميز لها ، وظهور الشخصيات فى جموع. هذا مع غلبة إستخدام الرسوم والصور على الکتابات ، والتى تم توظيفها للتعبير بشکل قوى عن موضوع الإعلان ، لعدم إتسام اللغة الروسية بالعالمية. وکذلک من خلال الشخصيات الإعلانية حيث الترکيز على الطبقات العاملة فى إشارة إلى أيديولوجية دکتاتورية البروليتاريا التى عمدت الشيوعية إلى الترويج لها ، لذا فقد جاء ظهورها بملامح متفائلة وصحة جيدة لتثبيت الصورة الذهنية لتحقق العدالة الإجتماعية والمساواة التى نادت بهما الشيوعية مع ربط ذلک بالمباهاة بالتقدم الإقتصادى للإتحاد السوڤييتى. أما فى حالة المباهاة بالقوة العسکرية وإبراز مدى التقدم الحضارى للمجتمع فکان يتم التعظيم من القادة السوڤييت ، فى إشارة إلى أنهم سبب هذا التحضر وتلک القوة کناية عن سطوتهم على المجتمع حيث نظام الحکم الشمولى. وهو ما تبدل کلياً فى حالة الترويج للحزب الشيوعى ومبادئه حيث کان يتم الترکيز على تحقق المساواة والعدالة الإجتماعية بإبراز القادة وباقى طبقات الشعب بنفس نسب الحجم وفى أوضاع متجاورة. کذلک إهتم بإبراز دور المرأة فى المجتمع للتأکيد على تحضر المجتمع السوڤييتى ، فظهرت فى صورة المرأة المتحضرة وفى صورة الطبقة العاملة والتى کانت الغلبة لظهورها. أما جنود الجيش الأحمر الذين کانوا من أهم عوامل نجاح الثورة فقد ساد وجودهم أغلب الإعلانات إما المروجة للشيوعية أو إعلانات تدعيم وسائل الدفاع والقوة ، وفى الحالتين کان يتم التعظيم من شأنهم. وکان أکثر ما ميز کافة الشخصيات الإعلانية هو الظهور فى أفضل مظهر مادى ومعنوى يمکن أن تظهر به حيث تقديم نماذج جيدة للإحتذاء داخل المجتمع المحلى ونماذج مروجة للنظام الشيوعى عالمياً. کذلک حقق الإعلان التجارى المواصفات التى تم وضعها کأسس للإعلان التجارى فى النظم الإشتراکية. فنجد أن الإعلان السوڤييتى خلال الفترة موضوع البحث أمکن أن يطلعنا على کافة أحوال المجتمع آنذاک ، وهو ما يعود إلى التوظيف الجيد لإستخدام السيميوطيقا الثقافية به ، والتى ساعدت على نجاحه فى تحقيق الهدف منه آنذاک ، وتخليده کمؤرخ للأحداث حتى الآن.

الكلمات الرئيسية