تقويم القائمين بالاتصال لدور الصحافة المصرية في دعم الشفافية وتعزيز المساءلة في اطار مفهوم الحکم الرشيد

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

أستاذ الصحافة المساعد بکلية الإعلام، جامعة القاهرة

المستخلص

 سعت هذه الدراسة إلى الکشف عن تقويمات عينة من القائمين بالإتصال في الصحف المصرية لدور الصحافة في مجال دعم الشفافية وتعزيز المساءلة، والعوامل المؤثرة على هذا الدور من وجهة نظرهم، وأهم الإشکاليات التي تواجهم والمقتراحات التي يقدمونها لتفعيل دور الصحافة في هذا المجال، وفى ضوء أهداف وتساؤلات الدراسة يمکن بلورة مجموعة من النتائج العامة على النحو التالى:
1- کشفت نتائج الدراسة عن سيادة نمط من التصورات السلبية لدى مفردات العينة عن طبيعة الأدوار التي تمارسها الصحافة المصرية في مجال دعم الشفافية وتعزيز المساءلة مما يجسد اتجاها عاماً بعدم الرضا عن الممارسات الصحفية التي تشکل ابعاد هذا الدور اياً کانت طبيعة الصحف التي يعمل في اطارها مفردات العينة، الأمر الذى يعنى أن هناک إشکاليات عامة تحيط بهذا الدور وبآليات ممارسته وبمتطلبات تحقيقه.
2- في اطار الرؤية السلبية التي يطرحها المبحوثون لدور الصحافة في دعم الشفافية وتعزيز المساءلة يشير هؤلاء إلى أن أهم السمات التي تميز الممعالجات الصحفية المقدمة في هذا الاطار: أنها تفتقد في أحيان کثيرة للمصداقية والمعايير المهنية، فضلاً عن افتقادها في بعض الأحيان لعنصر التحليل الذى يمنح الجمهور تصوراً لما يحدث ويضع سياقاً معرفياً وخلفية تفسيرية تمکن من نقل صورة موضوعية ونزيهة لما يحدث.
3- في هذا السياق تظهر نتائج الدراسة أن ثقافة المساءلة منتج مجتمعى تقع مسئولية تحقيقه على کل مؤسسات التنشئة في المجتمع، ومن ثم إن لم يکن المجتمع يدعم هذه الثقافة فإنه يصعب على الصحافة خلقها وترسيخها، في هذا الاطار يشير المبحوثون المنتمون لصحف خاصة إلى أن المناخ العام يدفع للتحايل، ويبرر الفساد، ويحتم الصمت إزاء بعض الأخطاء والممارسات تحت زعم الحفاظ على المصلحة العامة، بينما يشير صحفيوا الصحف القومية إلى أن الصحافة لا تمتلک القوة الکافية التي تمکنها من أداء دور فاعل في دعم الشفافية.
4- في السياق ذاته يتفق المبحوثون رغم اختلاف انتماءاتهم الصحفية على أن النظام المصرى في مجمله لا يؤمن بمبدأ الشفافية ولا يدعم ثقافة المساءلة ولا يوفر نظاماً رادعاً للمحاسبة بما ينعکس بشکل سلبى على دور صحفى يدعم الشفافية شکلاً ويؤيد ثقافة المساءلة بقدر المصلحة التي ستتحقق من ورائها مما يخلق حالة من التشويه لوعى المواطن في ظل بيئة تؤمن بالابتزاز والمبالغة والتشهير، وترسخ للتنميط وترفض التنوع ويبرر الفساد ويحتم الصمت إزاء بعض الأخطاء والممارسات تحت زعم الحفاظ على المصلحة العامة.
5- يختلف المبحوثون حول مدى جاهزية القائمين بالاتصال في الصحف المصرية لممارسة دور فاعل في مجال دعم الشفافية وتعزيز المساءلة، حيث يشير البعض من المنتمين للصحف القومية إلى ضرورة تفعيل وعى الصحفيين بمعايير الحکم الرشيد ومتطلبات المساءلة وأهمية الشفافية في اطار من الوظائف والمعالجات غير التقليدية وغير المتحيزة، بينما يرى البعض الآخر من المنتمين للصحف الخاصة والحزبية أن المشکلة لا تکمن في عدم توافر الوعى أو المهارات لدى الصحفيين بقدر ما تکمن في افتقاد الحماية المهنية والقانونية التي تکفل لهم بناء وعى مجتمعى بآليات تفعيل قيم المحاسبة والمساءلة.

الكلمات الرئيسية