اتجاهات الصحفيين السودانيين والنخبة الأکاديمية إزاء دور الصحافة في التنمية الاقتصادية

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

کلية الامارات للتکنولوجيا، أبو ظبي

المستخلص

تتناول هذه الورقة: دور الاعلام في تحقيق التنمية الاقتصــاديــــة "دراسة حالة الصحافة السودانية" وذلک وفق محاور متعددة بدءاً بمدخل مفاهيمي لمصطلح التنمية، والعوامل المساعدة على التنمية، ومعوقات التخطيط التنموي، والاعلام الاقتصادي الاستقصائي ووظائفه والعوامل المؤثرة فيه مروراً بالصحافة الاقتصادية خاصةً الاستقصائية منها ووظائفها، والمؤهلات اللازمة للمحرر الاقتصادي، وانتهاءاً بواقع الصحافة السودانية ومدى طبيعة اهتمامها ومعالجتها للقضايا الاقتصادية على صفحاتها ، کذلک مدى اسهامها في التنمية الاقتصادية ، والتحديات التي تواجهها وکيفية تجاوزها.
خاتمة
الواقع الذي تعيشه الصحافة السودانية تعيشه أيضاً الصحافة العامة والمتخصصة في معظم الدول العربية، ورغم أن الصحافة هي أداة اتصال تخاطب جمهوراً عادياً يفترض فيه قدرته فقط على القراءة، ومن ثم وجب أن تکون رسالتها الإعلامية معبرة عن الشريحة الکبرى من احتياجات أفراد المجتمع، فإنه نشأ حاجز بين جمهور القراء والصحافة الاقتصادية بسبب تضخيم الإنجازات والمبالغة فيها أکثر من الميل للتقويم الموضوعي للأداء الاقتصادي الحکومي. حيث تمتلئ الصفحات الاقتصادية بتصريحات المسئولين الحکوميين في المجال الاقتصادي في حين تخلو تلک الصفحات من أي تغطية استقصائية ومواد الرأي التي تتصل بالجانب الاقتصادي.
ورغم اهتمام دولاً کثيرة بالنمط الاستقصائي في الصحافة الاقتصادية إلاّ أن واقع الصحافة الاقتصادية الاستقصائية في السودان – کما في معظم دول المنطقة - لا تزال ترزح تحت المطالب الدنيا في الحماية للعمل الصحفي أو ضمانة الحقوق المهنية وغيرها من التي لا تفتح آفاقاً کبرى لذهنية وآلية العمل الصحفي الاستقصائي. واعتقد أن الواقع الماثل يرتبط بدرجة أساسية بالماکينة السياسية والتشريعية وذهنية وتقبل السياسي أکثر منه بالقدرة والرغبة الاحترافية للصحفي. ففي السودان – کما في معظم الدول العربية- طاقات مقدرة وواعدة لکنها تعمل تحت نمط الإعلام السياسي الخبري، فضلاً عن الاشکاليات الأخرى المتداخلة.
وفي ظل هذه البيئة لا تستطيع الصحافة بل والإعلام عموماً أن تسهم إسهاماً أيجابياً في التنمية الاقتصادية، والأسباب نفسها تحول دون إسهامها في التنمية الشاملة خاصةً مع القناعة والإيمان بأن التنمية الشاملة والمستدامة في أي مجال من مجالات الحياة ليست فعلاً حکومياً محضاً فهي بالانسان وللانسان، کما أن أساسها التنمية البشرية الحقيقة في الدولة التي تنشد التنمية والازدهار على المدى الطويل.

الكلمات الرئيسية