تقييم أداء الإعلام المصرى خلال الأزمات الاقتصادية: دراسة حالة على البرامج التليفزيونية

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

کلية الإعلام، جامعة القاهرة

المستخلص

يمر الاقتصاد المصري بأزمة حقيقية تمتد جذورها إلى بداية الثمانينيات من القرن الماضى، مما أدى إلى تردى الأوضاع الاقتصادية وتفشي الفقر والبطالة ، إضافة للتداعيات الاقتصادية الشاملة لثورة 25 يناير2011 وحتى الآن ، والتى أدت لتوسيع حجم الإنفاق الحکومي الفئوية لتلبية المطالب في ظل عجز شديد في الموازنة العامة وارتفاع حجم الدين الداخلي. ومن ثم فإن تحليل أراء الخبراء فى الأداء الحالى للبرامج الاقتصادية التليفزيونية – باعتبارها جزءاً من الأداء الإعلامى المصرى – أمراً حيوياً لتقييم مساهمة النظام الإعلامى فى هذه الأزمة وإمکانية توفير منبراً ديمقراطياً لاحتوائها .
لذا تتمثل مشکلة هذه الدراسة فى تساؤل رئيسى يدور حول تقييم الخبراء الإعلاميين الأکاديميين لمستوى أداء التليفزيون المصرى فى معالجة الأزمات الاقتصادية الداخلية خلال الفترة من 2011 وحتى منتصف عام 2015 . وتبرز أهمية تلک الدراسة من قدرتها على استکشاف طبيعة الوظائف والأدوار التى قدمها التليفزيون فى هذا الإطار بغرض ترشيد الأداء والتعرف على جوانب القوة والضعف من خلال تحليل الموقف الراهن والاستفادة من النتائج فى رفع الکفاءة وتطويرالأداء المستقبلى .
حدد الأکاديميون عدداً من المقترحات التى من شأنها رفع کفاءة وأداء البرامج الاقتصادية بالتليفزيون المصرى ، وتتمثل هذه النقاط فيما يلى :
1-      تبسيط المادة العلمية المقدمة  : "فالموضوعات الاقتصادية بطبيعتها معقدة وتحتاج لمهنية عالية فى الطرح وخبراء يحللون المادة المقدمة ويطرحونها بأسلوب سلس وواضح يصل للمواطن البسيط"
2-      ربط الاقتصاد بحياة المواطن : من خلال الترکيز على المدخل الإنسانى فى العرض وکذلک "ربط المعطيات العالمية بالمحلية ، وتحويل الأرقام والمؤشرات جامدة إلى حالة من الحيوية والواقع المعاش حتى تشعر الناس به"
3-      التحديث فى القوالب الفنية للبرامج الاقتصادية : "تقديم المزيد من التقارير الحية من قلب الشارع ، ووجود شرح کاف للمصطلحات ، وعمل مقابلات وحوارات مع المواطن ، وتحديث المؤشرات الاقتصادية والعملات وتقديمها فى شريط الأخبار أولاً بأول". إضافة إلى " إنتاج الندوات و المناظرات وعرض المؤتمرات ،وعرض القصص الخبرية الفنية والمصورة التى تجذب المشاهد "
4-      تحرى الموضوعية والتوازن فى الطرح : " الشفافية والوضوح والصدق والتحقق من المعلومة ونسبها إلى المصدر وعدم تزييف الواقع  ، بحيث يقوم الإعلام بدور المراقب فى حالة استضافة المسئوليين لضمان المحاسبة والشفافية وحق الرد". کذلک "الحرص على التنوع فى المصادر والضيوف الخبراء والمتخصصين،  بحيث تعبر المصادر عن توجهات مختلفة ، وتحيزات متباينة"
5-      إعادة تأهيل وتدريب القائم بالاتصال :  "بحيث يتم بناء قاعدة بشرية تضم معدين متخصصين ومحاورين قادرين على تبسيط المعلومة ، من خلال الجمع بين الخبرة الأکاديمية و المهارات الإعلامية التى تيسر معالجة مثل هذه المناقشات أو القضايا"
6-      فتح قنوات تواصل دائمة بين وسائل الإعلام من جانب والجماهيرمن جانب آخر.
7-      تطويع الاستفادة بالتطور التکنولوجى الحديث فى عرض المحتوى : من خلال "الاهتمام بالعنصر البصرى والجوانب الآخراجية والعرض"

8-      الترکيز على تقديم الحملات الإعلامية : بطريقة هادفة جذابة وغير مباشرة ، " تمکن الدولة من طرح طرق للوقاية بحيث تعالج الأزمة من الجذور وتوعى المواطنين بسبل الترشيد والاستهلاک وتفادى الأزمة قبل الحدوث"
9-      توظيف العنصر البصرى المصاحب للمادة : بحيث "تعکس الدلالة والمفهوم"، وکذلک “الاهتمام بتطويرتکنيک الإخراج واستخدام الکاميرا والجرافيکس ، والجرافيکس التخيلي Virtual Graphics 3D ، کل هذه الأدوات الحديثة التى من شأنها تبسيط المعلومة وجذب المشاهد بشکل أکبر إذ أن الموضوعات الاقتصادية الجادة تستلزم ترکيزاً کبيراً من المشاهد ولابد أن تعينه المواد البصرية على استيعات المعلومة بشکل جيد "
10-  تنويع الموضوعات الاقتصادية المطروحة والاهتمام بالقضايا النوعية : التى تخص قطاعات اقتصادية هامة مثل الفلاحين والعمال ،  “والحرص على آخذ آرائهم فى المشکلة والحل"
11-  وضع خطة  شاملة لتغطية الموضوعات الاقتصادية إعلامياً : بحيث "لا يقتصر تواجدها على مجرد تغطية أحداث أو انتظار قرار ، ولکن لابد أن يکون هناک رؤية شاملة للتغطية على مدى فترة زمنية طويلة تسمح بمشارکة المواطن والاستماع لرؤية وتشجيعه على الاستثمار". وتحدد د. الحديدى شروطاً لتلک الخطة ، إذ ترى أن " واضعى السياسات لابد وأن يتوافر لديهم أهداف محددة وواضحة وقابلة للقياس ، فعندما أقول مثلاً أنه من ضمن أهداف التليفزيون المصرى الرسمى أن يساهم فى تحقيق العدالة الاجتماعية لابد من ترجمة حقيقية لهذا الهدف فى شکل برامج متاحة على الخريطة بمشارکة الجمهور والأطراف الحقيقيين للمشکلة ، وأخذ آرائهم ، والاستفادة من تجارب الدول الأخرى فى هذا الشأن"
12-   تطبيق التوجه العالمى نحو التخصص بالبرامج الأکاديمية : من خلال "طرح دبلوم مهنى متخصص يسمح بتأهيل وإعداد الخريجين والإعلاميين الممارسين وتطوير مهاراتهم وقدراتهم وخلفياتهم فى المجال الاقتصادى"
ومن ثم يتضح لنا أن النتائج السابقة تسفر عن وجود نقاط مشترکة يعانى منها الإعلام بشکل عام عند تصديه لمعالجة الأزمات الاقتصادية على المستوى العالمى ، إلى جانب عدد من العوامل التى تتسم بالخصوصية للدول النامية ومنها مصر ، فعلى سبيل جاء تحيز الإعلام فى تناول الأزمات الاقتصادية بکل من أيرلندا وکولومبيا ، مع عدم وجود دور تنبؤى قبل حدوث الأزمة ، وتهميش المواطن  والدفاع عن مصالح أصحاب القرار فى أسبانيا ، وکذلک غياب البعد التحليلى والميل إلى التضليل فى الولايات المتحدة الأمريکية ، کعوامل مشترکة غلبت على تعامل التليفزيون المصرى الحکومى مع الأزمة الاقتصادية الوطنية . أما سيطرة الطابع الدعائى الإنشائى فى اليمن ، وتسييس المعالجة الإعلامية للقضايا الاقتصادية مؤشرات تختص بها الدول النامية مثل اليمن ومصر . 
ولذا فإنه يقع على کاهل البرامج الاقتصادية بالتليفزيون الحکومى مسؤوليات کبرى تستلزم تضافر الجهود وضمان تحقيق مستوى متميز من الاحتراف والانضباط الذاتى والمحاسبة والإحساس بالمسئولية الاجتماعية ،  فى ظل ضمان إتاحة المعلومات ووضع ضوابط مهنية وأخلاقية وتطوير سياسة ورؤية جديدة لتليفزيون الدولة ترسم أبعاد دوره المنشود فى إدارة الأزمة الاقتصادية.



[1]د. عادل فهمى ، مقابلة فردية متعمقة ، مرجع سابق.


[2]د. محرزغالى،مقابلةفرديةمتعمقة،مرجعسابق.


[3]د. نشوى عقل ، مقابلة فردية متعمقة ، مرجع سابق.


[4]د. محرزغالى،مقابلةفرديةمتعمقة،مرجعسابق.


[5]أ.د. سامية أحمد على  ، مقابلة فردية متعمقة ، مرجع سابق.


[6]د. محرزغالى،مقابلةفرديةمتعمقة،مرجعسابق.


[7]أ.د. عادل عبد الغفار ،  مقابلة فردية متعمقة ، مرجع سابق.


[8]د. محرزغالى،مقابلةفرديةمتعمقة،مرجعسابق.


[9]أ.د. عادل عبد الغفار ،  مقابلة فردية متعمقة ، مرجع سابق.


[10]أ .د. نسمة البطريق ، مقابلة فردية متعمقة ، مرجع سابق.


[11]أ.د. سعيد السيد ، مقابلة فردية متعمقة ، مرجع سابق.


[12]د. أمانى عبد الرؤوف ، مقابلة فردية متعمقة ، مرجع سابق.


[13]أ.د. محمد المرسى ، مقابلة فردية متعمقة ، مرجع سابق.


[14]ا.د. منى الحديدى ، مقابلة فردية متعمقة ، مرجع سابق.


[15]د. محرزغالى،مقابلةفرديةمتعمقة،مرجع سابق.
 

الكلمات الرئيسية