الإرشاد البيطري نموذج للإعلام التنموي : دراسة في تجارب الإرشاد المحلية والدولية

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

إدارة الإرشاد البيطري، الهيئة العامة للخدمات البيطرية، وزارة الزراعة

المستخلص

إن الإرشاد البيطري بالفعل هو النموذج التطبيقي للإعلام التنموي علي أرض الواقع, لذا فهو يعاني من کل ما يعانيه الإعلام التنموي في بلادنا العربية لأن دوره هو نشر التوعية وبالتالي إستخدام کافة سبل وأنواع التواصل مع جميع شرائح المجتمع لتوعيتها بالقضايا الداخلة في نطاق تخصصه .
وحينما نعلم أن دخل الولايات المتحدة من تصدير  الألبان يساوي 20 ضعف دخل مصر من (قناتي) السويس وأن قيمة ماتنتجه بعض الدول من المنتجات الحيوانية يعادل أضعاف اضعاف الناتج المحلي للإقتصاد المصري ککل بکافة أنشطته الإقتصادية.... فإننا سندرک مدي تقصيرنا في جانب هام من جوانب النشاط الإقتصادي ألا وهو مجال الإنتاج الحيواني .
  بل إن تصدير أسماک الزينة يمثل حوالي 40% من الدخل القومي لدولة مثل تايلاند – فقط أسماک الزينة – ونحن هنا في مصر بلد النيل والبحرين والبحيرات نعاني عجزاً في الميزان التجاري الخاص باستيراد الأسماک يساوي 3 مليارات دولار سنوياً, ويوجد الکثير والکثير من تلک الأرقام الکفيلة بإفاقة صناع القرار وتذکيرهم بأننا نفرط في أحد أهم دعائم الإقتصاد القومي.
 وما ينطبق علي الأسماک ينطبق علي اللحوم والدواجن وغيرها وغيرها, ورغم توافر مقومات الإنتاج إلا أن کلمة السر في تلک المعادلة الصعبة هي غياب الوعي الناتج عن غياب دور حقيقي وفاعل للإرشاد البيطري والزراعي, فکما قيل عن الإرشاد أنه هو الحل البعيد المدي للجوع في العالم عن طريق "مساعدة الفقراء علي أن ينتجوا بفاعلية أکبر مزيداً من الأغذية الأساسية ذات الجودة العالية وذلک کخطوة أولي للخروج من دائرة الفقر " (2000 (Diof
ودعوني احدثکم في تلک الدراسة عن الإرشاد البيطري لسببين الأول أنه تخصصي والثاني أنه يلقي القليل من إهتمام صناع القرار والقليل جدا من الدعم المادي بل إنه تقريبا يعمل بدون ميزانية تذکر وهذا مما سيرد تفصيله.
ونظراً لقلة بل وندرة الأبحاث والدراسات التي تناولت قضية الإرشاد البيطري في مصر فإنني سأعتمد هنا علي الدراسات التي تناولت الإرشاد الزراعي وسأستعرض في الدراسة أبرزالتجارب الدولية في مجال الإرشاد وتوجيهات الخبراء الدوليين لإصلاح الإرشاد بشکل عام. ثم سأعتمد علي تجربتي الشخصية في سرد التجربة المحلية کأحد أطباء إدارة الإرشاد البيطري بالهيئة العامة للخدمات البيطرية لما يقارب الخمس سنوات, ثم سأذکر إستراتيجيتي المتواضعة والمقترحة لأفضل السبل الممکنة حالياً لتطوير منظومة الإرشاد بمصر, وسأنهي الدراسة بأهم التوصيات التي يمکن من خلالها تطبيق التوجيهات الدولية المذکورة آنفا علي أرض الواقع في البيئة المحلية. وأرجو من الله تعالي أن تکون تلک الدراسة إضافة لکل المهتمين بمجال الإعلام التنموي, وأن ترمي حجرا في مياه الإرشاد البيطري الراکدة في بلادنا العربي, وان تکون کما قال الکواکبي هي کلمة حق و صرخة في واد إن ذهبت اليوم مع الريح لقد تذهب غداً بالأوتاد"

الكلمات الرئيسية