مهارات التربية الإعلامية الرقمية لدى طلاب الجامعات: دراسة کيفية

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

مدرس بکلية الإعلام، جامعة أکتوبر للعلوم الحديثة والآداب

المستخلص

استهدفت الدراسة التعرف على مدى توفر مهارات التربية الإعلامية الرقمية لدى الشباب ، ومن خلال دراسة کيفية تم استخدام مجموعات النقاش المرکز بها تبين أن الشباب طلاب الجامعة لديهم  هذه المهارات بشکل کبير ، فبالنسبة لمهارة الوصول Access لم يکن لدى الطلاب مشکلة فى الوصول إلى الإنترنت بشکل عام أو إلى مواقع التواصل الإجتماعى بشکل خاص فهى متاحة بشکل مستمر بالإضافة إلى سهولة استخدامها وقد تبين ذلک من خلال ماذکره الطلاب . ولکن تبين  اختلاف الإهتمامات ما بين الشباب فمنهم من يفضل موقع بعينه على آخر ويرجع ذلک إلى التفضيلات والاهتمامات الشخصية. ومن هنا يتضح أن مواقع التواصل الإجتماعى ذاتها کان لها دور فى زيادة الوصول اليها والإقبال عليها من قبل الشباب بسبب سهولتها وجاذبيتها وإتاحتها.
أما عن مهارة التحليل والتقييم Analyze, evaluate، فقد تبين توافر هذه المهارة لدى جميع الطلاب المشارکين فى مجموعات النقاش المرکز. جميع الطلاب يتوخون الحذر فى تصديق ما يقدم لهم ويتأکدون من المعلومات قبل تصديقها أو نشرها . وقد يرجع ذلک إلى عدة عوامل منها الظروف الإجتماعية والسياسية التى مر بها المجتمع المصري فى الفترة الأخيرة وما تلاها من فوضى الأفکار والأخبار  مما جعل المتلقى يأخذ کل ما يقدم له بحذر . وقد يرجع إلى الخبرات السلبية السابقة مع بعض الصفحات فى مواقع التواصل الإجتماعى حينما قامت بنشر شائعات أو أخبار کاذبة . وقد يرجع أيضاً إلى الدراسة فى کلية الإعلام وتنمية قدراتهم النقدية فى جميع المقررات التى يدرسونها. ومن هنا يتضح أن  مواقع التواصل الإجتماعى أيضاً بصفحاتها وأخبارها المفبرکة زادت من قدرات الشباب التحليلية والنقدية وهى إحدى المهارات الهامة للتربية الإعلامية الرقمية.
أما عن مهارة خلق المحتوى Create ، فقد کشفت الدراسة أن معظم الشباب يقومون بخلق المحتوى عبر مواقع التواصل الإجتماعى فهناک من يکتفى فقط بنشر بعض المحتويات الهادفة أو الموضوعات الکوميدية أو التحميسية وهناک من يقوم بنشر أفکاره ومعلوماته ويکون هدفه هو نشر الوعى أو إفادة الآخرين أو هدف شخصي مثل الشهرة. وترتبط هذه المهارة بالمهارة التالية لها فى تصنيف Hobbs وهى الإنعکاس أو أو تطبيق المسئولية الاجتماعية Reflect. حيث يجد الشخص نفسه مسئول عن إفادة الآخرين وزيادة وعيهم  وهو ما اتضح من خلال الکشف عن هدف الطلاب من نشر أو خلق المحتويات الإعلامية عبر مواقع التواصل الإجتماعى. ومن هنا فإن مواقع التواصل الإجتماعى أتاحت للشباب القدرة على خلق المحتوى إلا أنها منحت لهم الفرصة لإفادة الغير وإسعادهم  وزادت من مسئوليتهم الإجتماعية تجاه الآخرين .
وأخيراً تأتى مهارة التصرف أو اتخاذ المبادرات ACTوهى المهارة العليا التى يبدأ الشاب فيها بأخذ المبادرات والقيام بأعمال  هدفها النهوض بالمستوى المعرفى للآخرين . وينبع ذلک من  شعوره بالمسئولية الإجتماعية وأهمية دوره فى المجتمع.  وقد تبين من الدراسة اهتمام الکثير من الطلاب بإنشاء صفحات أو مدونات أو إنتاج فيديوهات  وذلک إما بشکل فردى أو بشکل جماعى وذلک لزيادة وعى الناس أو إفادتهم أو إسعادهم. وليس ذلک فقط ولکن تبين وجود رغبات ونوايا لدى بعض الطلاب لأخذ مثل هذه المباردات . ومن هنا لابد من الأخذ فى الاعتبار عاملين وهما :  شغف الطلاب أنفسهم للقيام بمثل هذه المبادرات بالإضافة إلى دراستهم فى کلية الإعلام والرغبة فى الشهرة أو تطبيق ما يدرسونه. فهناک الکثير من الطلاب الذين يدرسون فى کليات الإعلام وليس لديهم ذلک الشغف النابع من الإحساس بالمسئولية الإجتماعية ، أو هناک من لا يدرس بکليات الإعلام ولکن لديهم شغف کبير لخلق وانتاج محتوى اعلامى متميز. وقد ذکر الطلاب دور مواقع التواصل الإجتماعى فى تعليمهم وافادتهم أثناء انشاء صفحاتهم أو تصوير الفيديوهات أو انشاء المدونات مما يؤکد على دورها فى زيادة توافر هذه المهارة لديهم. ولا يمکن إغفال دور التعليم کأحد الأدوات التى تساعد على تنمية مهارات التربية الإعلامية بشکل عام والتربية الإعلامية الرقمية أيضاً. فالتربية الإعلامية لابد أن تکون استرتيجية  تتبعها جميع المدراس والجامعات فى جميع المقررات الدراسية لخلق جيل واعِ قادر على التکيف مع ظروف المجتمع الحالية.
وأخيراً، فقد تبين من الدراسة توافر مهارات التربية الإعلامية الرقمية لدى طلاب کلية الإعلام بل وإن مواقع التواصل الإجتماعى أيضاً کان لها دور فى زيادة هذه المهارات لديهم. وبالتالي تتفق هذه النتائج مع دراسة   Literat (2014) و Shun & Lam (2013)  و(Thein, Oldakowski & (Sloan,2010  إلا أن نتائج هذه الدراسة اختلفت مع نتائج دراسات أخرى لم تجد توافراً لمهارات التربية الإعلامية الرقمية لدى الشباب مثل دراسة  Kynaslhti وآخرون ( 2008) ودراسة کل من Ruiz, Ramierz and Rosell ( 2014) . وقد يرجع الاختلاف فى النتائج إلى طول الفترة الزمنية بين إجراء تلک الدراسات  حيث خلال هذه السنوات القليلة اختلف مفهوم الشباب للمحتوى الإعلامي واستطاع الکثيرون منهم التحول من متلقى سلبي إلى منتج ايجابي يشعر بدوره فى المجتمع.
أما عن مقترحات الطلاب لزيادة مهارتهم فى خلق المحتوى ، فقد طالب الشباب بزيادة الاهتمام بمهارات الإنتاج الإعلامى الإحترافى بکليتهم وزيادة الاهتمام بمواقع التواصل الاجتماعى کأهم وسيلة من وسائل الإعلام فى الفترة الحالية وذلک من خلال دورات تدريبية إضافية أو من خلال ورش عمل. وبالرغم من أن هذه المقترحات خاصة بطلاب کلية الإعلام إلا أنه من الملاحظ أن هذه الدورات التدريبية يحتاجها کل من له شغف بانتاج المحتوى عبر مواقع التواصل الإجتماعى . فإن الحصول على هذه الدورات التدريبية المنظمة سواء بالجامعات أو المنظمات أو غيرها سيکون لها أکبر الأثر - بالإضافة إلى التعلم الذاتى والتجربة والخطأ والاستفادة من الآخرين- فى إنتاج محتوى إعلامى هام ومتميز.

الكلمات الرئيسية