قصة مدينتين في العراق والشام: دراسة تحليلية للسرد والسرد المضاد فى التغطية التليفزيونية لانشطة تنظيم الدولة الاسلامية

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

دکتور بقسم الاعلام ، جامعة الاسکندرية

المستخلص

فوجئ العالم بالهزائم المتکررة لتنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام وانسحاباتها المتکررة من مدينة تلو الأخري بنفس القدر من المفاجأة التى صاحبت نجاحات التنظيم الارهابي فى السيطرة على المدن فى العراق وسوريا مستغلاً الفراغ الامنى والسياسي الذى صاحب الفوضى السياسية التى ضربت المنطقة العربية منذ العام 2011 وسقوط انظمة سياسية أستقرت لسنوات عديدة فى مصر وليبيا واليمن وما آلت اليه الامور بالتبعية فى کلاً من سوريا والعراق. وقدمت الفضائيات الاخبارية العربية تفسيرات متنوعة لاسباب نشأة وتطور هذه الحالة الجديدة على الساحة السياسية فى العالم أذ تمکن ولأول مرة تنظيم ارهابى من اعلان دولة والسيطرة على مساحات شاسعة ومدن کبري فى دولتين عربيتين. وکما تنوعت السرديات المفسرة للنشأة و التطور تنوعت أيضا سرديات التغطية الاخبارية للافول والهزيمة للارهابيين بين الفضائيات من جهة وبين الانتاج الاعلامى للتنظيم الارهابي من جهة أخري.
ولا شک أن هناک علاقة جدلية تربط وسائل الاعلام بأهداف الجماعات الارهابية ، فکلا من الصحفيين والتنظيمات المتطرفة يحتاج للآخر، الصحفى يحتاج لکشف المؤامرات التى تخطط لها وتقوم بها هذه التنظيمات لتحقيق السبق الصحفى، و التنظيمات تحتاج للتغطية الاعلامية وجذب انتباه وسائل الاعلام لانشطتها من اجل تحقيق اهدافها فى اثارة الذعر العام والايحاء بقوتها للضغط على الانظمة السياسية فى الدول التى تنشط بها وابتزازها لتحقيق اهدافها الاجرامية او لاثارة تعاطف السذج والسطحيين مع قضيتهم من أجل اجتذاب المزيد من الأتباع ، من هنا تکمن خطورة المعالجة الاعلامية لهذه الأنشطة اذ تحتاج الى درجه عاليه من المهنية و الاحترافيه من قبل الصحفيين بحيث لا يتحول دون دراية أو قصد لأحد الآليات التى تستخدمها هذه التنظيمات لتحقيق أهدافها، وسعت هذه الدراسة  للبحث عن أنماط سرد القصص الخبرية التى قدمتها الوسائل الاعلامية للتنظيم الارهابى  ومقارنة ذلک بالسرد المضاد الذى قدمته کل من شبکتى الجزيرة والعربية لانشطة داعش الارهابية فى مرحلة الأفول، وتوصلت الدراسة لنتائج متنوعة أهمها أن السردية التى قدمها التنظيم الارهابي ارتکز على خطاب المظلومية والعداء للغرب والمؤامرة الدولية لمنع اعادة أمجاد الماضي ، بينما أرتکز السرد المضاد فى القنوات العربية _ بنسب مختلفة بين القناتين محل الدراسة_ على النتائج الکارثية لافعال التنظيم دون تقديم سردية مضاده حقيقية تنتقد بنية السردية التى يقدمها الارهاب ويجتذب بها الموالين والانصار وهو ما أعدته الدراسة خللاً خطيراً وأوصت المسؤولين وصناع القرار فى رسم السياسات الاعلامية لتوخى الحذر منه.
 

الكلمات الرئيسية