خطـاب الفخـر الوطنـي المصري في الإعـلام الاجتمـاعي: دراسة تطبيقية على شبکة الفيسبوک

 
تسعى الدراسة إلى تحقيق هدف رئيس، وهو: استکشاف خطاب الفخر المُتداول بين المصريين على شبکة الفيسبوک من أجل رصد وتحديد مُرتکزاته وأدواره الوظيفية وأنماط الفخر ذاتها وحدودها الزمنية وعلاقتها بالأحداث الجارية، وماهية النماذج الوطنية الفاعلة فيها بالتطبيق على صفحتي مصر للجميع ومصرية Egyptian في الفترة من أول إبريل 2018م وحتى نهاية يوليو 2019م، ويتفرع من هذا الهدف عدد من الأهداف الفرعية؛ من أهمها:
 أولًا: الکشف عن الخصائص العامة لخطاب الفخر الوطني في الصفحات موضع الدراسة.
ثانيًا: رصد وتحليل مُرتکزات خطاب الفخر الوطني المصري في الصفحات موضع الدراسة.
ثالثًا: تحديد الأدوار الوظيفية لهذه الخطابات في الإعلام الاجتماعي.
رابعا: تأسيس نواة لوضع قائمة الفخر الوطني من خلال رصد النماذج الوطنية المُلهمة للمصريين الآن.
خامسًا: تقييم مدى قدرة هذه الخطابات على نمذجة مصادر الفخر الوطني بين المصريين المُعاصرين، وتحقيق مُتغير الاتفاق المُجتمعي على الأشخاص والأفعال بوصفهم أمور جديرة بالفخر والثناء.


وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج؛ من أهمها:
- تباينت نتائج الدراسة بالنسبة للصفحتين موضع الدراسة فبينما ارتبط خطاب الفخر في صفحة مصر للجميع بالأحداث الجارية بمعدل 98% من مُجمل منشوراتها، نجد أنه تدنى في صفحة مصرية Egyptian إلى 47% فقط؛ حيث رکزت الأخيرة بدرجة أکبر على الفخر بمقومات الهوية الثقافية المصرية.
- ميزت الدراسة بين الفخر الوطني العام(بمصر الدولة ککل دون ذکر أسباب) والفخر الوطني المُحدد (بمکان أو زمان أو إنجاز أو شخص)، وأثبتت مجيء أغلب منشورات صفحتي الدراسة ضمن النوع الثاني، وهو: الفخر المُحدد بمعدل93% وبفارق کبير بينه وبين الفخر الوطني العام، غير مُحدد السياق 7%.
- تعددت وتنوعت أنماط الفخر الوطني في خطاب صفحتي الدراسة وتفاوتت مُعدلات حضورها وهيمنتها داخل النص في فترة الدراسة، وهي بالترتيب: الفخر الثقافي 36.7% ثم الفخر الاجتماعي 19.2% ثم الفخر الرياضي 14.4% ثم الفخر بجمال الدولة المصرية 10.4% ثم الفخر السياسي 10% تقريبًا ثم الفخر العسکري 4% ثم الفخر الاقتصادي 3.9% وأخيرًا الفخر العلمي الطابع 1.3%.
- کشفت النتائج عن تباين أنماط الفخر بين الصفحات موضع الدراسة، فبينما رکز خطاب صفحة مصر للجميع على نمطي الفخر السياسي والعسکري، مالت صفحة مصرية Egyptian إلى إعلاء الفخر الثقافي والاجتماعي والرياضي، وتوثيق النجاحات غير الرسمية في البلد لإبراز صورة إيجابية عن مصر الحاضر أمام الآخر وإعطاء الشباب القدوة والحافز للنجاح والتميز.
- أبرز الفخر الاجتماعي أطروحة الوحدة الوطنية بين المصريين، واتسم الخطاب بأنه عفويًا شعبيًا لا يصدر من جهات سيادية أو على ألسنة رجال الدين بعباراته التقليدية المُعتادة، بل جاء من الناس إلى الناس مُتجددًا دافئًا يبرز ويوثق بالصورة والفيديو مواقف حياتية بسيطة تدور يوميًا بين المصريين بعيدًا عن عيون الإعلام والکاميرات .
- وقد أوضحت نتائج الدراسة أن المسألة الاقتصادية– رغم اهتمام صفحة مصر للجميع بها- ليست في صدارة أنماط الفخر الوطني لدى المصريين وأن الفخر يقوم بدرجة أکبر على الهوية الثقافية ذاتها وما يرتبط بها من أبعاد تاريخية وريادية وعسکرية وسياسية وعلمية وإبداعية .
- ورغم انخفاض معدلات الفخر العسکري في فترة الدراسة-لأسباب سبق تفسيرها- إلا أنه کان حاضرًا بوضوح في سياقات الفخر الأخرى کنوع من الامتنان لحُماة الوطن، وهو ما اتضح جليا في رفع رايات الفخر بالشهداء أثناء استضافة مصر لکأس الأمم الأفريقية تحت مسمى"لولاکم ما کنا هنا".
- کما کشفت الدراسة عن ظاهرة تمدد هذا الخطاب في سياقات مُعينة ليتحرک من أبعاده الوطنية المحدودة ليصبح الشخص أو الفعل أيقونة ورمزًا للفخر لدى الآخرين، وأبرز الأمثلة على ذلک شخص کل من الرئيس المصري السيسي "أسد العرب" والبطل الرياضي العالمي محمد صلاح "فخر العرب" وأن التنظيم المبهر لحفل بطولة الأمم الأفريقية "فخر لقارة أفريقيا".