محددات وعي الشباب المصري بمفهوم خطاب الکراهية واستراتيجياته بوسائل الإعلام الرقمية: دراسة ميدانية

نوع المستند : بحوث علمیة متخصصة فی مجال الاعلام والاتصال.

المؤلف

مدرس بقسم علوم الاتصال والإعلام، کلية الآداب، جامعة عين شمس

المستخلص

في ظل بيئة رقمية غنية وفاعلة، تظهر أنماط مختلفة من التعرض لوسائل الإعلام الرقمية وکذلک في أساليب توظيف تلک الوسائل لخدمة الأفراد والمجتمعات ونشر المعلومات والأفکار. وتتميز البيئات الرقمية بمزايا لا متناهية بدايةً من مفهوم الحرية غير المشروطة حيث محتوى لا تقيده رقابة، وجمهور متباين جغرافيًا وديموغرافيًا، وتفاعلية غيرت من نموذج عملية الاتصال التقليدي. وفي الوقت الحالي تعددت المنصات الإعلامية الرقمية من خلال مواقع وسائل التواصل الاجتماعي، والمدونات، والمواقع الإلکترونية المختلفة. ومنذ ما يقرب من العقد، تنامت الظاهرة ووُظفت وسائل الإعلام الرقمية من قبل العديد من الجماعات المحرضة داخل المجتمع وخارجه لأهداف تدميرية تتعلق بإيقاع الفتنة، وتقسيم المجتمع، وإضعاف الدولة.
ويعد خطاب الکراهية هو أي خطاب من شأنه التحريض على العنف أو التمييز أو العدوانية نحو أفراد أو جماعات أو مجتمعات أو دول، وأى محاولة من شأنها استثارة مشاعر الکُره نحو الآخر بشکل ضمني أو غير ضمني. إن منتج خطاب الکراهية يسعى سعياً حثيثًا للتأثير في وعي المتلقين، حيث يمثل الوعي  جملة من الأفکار والمعتقدات والقناعات التي من شأنها أن تترجم في مرحلة متقدمة إلى أحد أنماط السلوک. ويُلاحظ أن الفئة المستهدفة من منتجي خطاب الکراهية بشکل أساسي هم الشباب، الذين يسهل استقطابهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والتلاعب في معارفهم، والتأثير في المبادئ الراسخة بعقولهم من أجل تحويلهم لأداة يسهل تطويعها لخدمة مصالح أفراد أو جماعات.
إن الضرورة التي يفرضها الوضع الحالي تقتضي باستخدام الدولة والجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية لوسائل الإعلام الرقمية في مواجهة خطاب الکراهية. ولما کان من الأهمية معرفة مدى تأثير الدور الذي تؤديه وسائل الإعلام الرقمية بمصر في مواجهة خطاب الکراهية، فإن الأمر يستوجب قياس مدى وعي الشباب المصري بمفهوم خطاب الکراهية، من منطلق أن الجهل بمفهوم الکراهية وأوجه التحريض عليها قد يحول دون تحقيق أهداف المؤسسات المناهضة لخطاب الکراهية.

الكلمات الرئيسية